إيران تجيّش جماهيرها بمباراة البحرين وترفع شعارات سياسية


في تحدٍّ لتحذيرات الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، أقدمت الجماهير الإيرانية على رفع شعارات سياسية خلال مباراة منتخبهم أمام البحرين في تصفيات كأس العالم 2014، والتي أقيمت أمس على ملعب  "آزادي" وفاز فيها منتخب إيران على نظيره البحريني بستة أهداف نظيفة.
وخلال المباراة، رفع عددٌ من المشجعين الإيرانيين صوراً ولافتات سياسية من بينها صور لقتلى يُزعم أن السلطات البحرينية قتلتهم خلال مشاركتهم في مظاهرات "دوار اللؤلؤة".

وشهدت مملكة البحرين قبل أشهر احتجاجات وأعمال شغب شيعية، استدعت إعلان حالة السلامة الوطنية ودخول قوات من "درع الجزيرة" للمساعدة على إرساء الأمن. واتضح لاحقًا أن هذه الاحتجاجات وأعمال الشغب الشيعية كانت ضمن مخطط مدعوم من طهران لقلب نظام الحكم في المملكة الخليجية.
ورفع بعض المشجعين خلال مباراة إيران – البحرين، صورة اللاعب الدولي البحريني السابق علاء حبيل الذي اعتقل لبعض الوقت في البحرين قبل أن يتم إطلاق سراحه على خلفية مشاركته في فعاليات مخالفة خلال الاضطرابات التي شهدتها المملكة خلال الفترة الماضية.
وأظهرت صور نشرتها مواقع ومنتديات إيرانية على شبكات التواصل الاجتماعي  أن بعض المشجعين رفعوا لافتات كُتب عليها "أوقفوا القتل"، كما حمل آخرون لافتات أخرى تحمل أبعاداً دينية وطائفية.
تجييش جماهيري كبير:
وشهدت المباراة حضوراً جماهيرياً كبيراً وسط حماس غير مسبوق بفعل التجييش الذي مارسته وسائل الإعلام الإيرانية طوال الأسابيع التي سبقت المباراة، وهو ما أثر على أداء لاعبي منتخب البحرين الذين لم يسبق لهم اللعب أمام هذا الحشد الجماهيري.
كما ساهم طرد اللاعب البحريني راشد الحوطي بعد مرور دقيقتين فقط من انطلاق المباراة على النتيجة ومكّن النقص العددي أصحاب الأرض من امتلاك زمام المبادرة مبكراً، لينجح بتسجيل ثلاثة أهداف في كل شوط وسط انهيار بحريني واضح.
وعقب المباراة اعترف البرتغالي كارلوس كيروش مدرب منتخب إيران أن السبب الرئيسي للفوز العريض الذي حققه منتخبه هو التواجد الجماهيري الكبير والذي حفّز لاعبيه وأثر في المقابل على لاعبي المنتخب البحريني، مؤكداً أن الفوز يشكل دافعاً كبيراً للمضي قدماً في تحقيق نتائج جيدة في تصفيات كأس العالم.
وقد أعرب بعض المشجعين الإيرانيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن خوفهم من التعرض لعقوبة من "الفيفا" بسبب تلك الشعارات السياسية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قد حذر نظيره الإيراني بوجوب عدم رفع أي شعارات سياسية خلال المباراة. كما عيّن "الفيفا" مراقباً أمنياً للمباراة لرصد أي تجاوزات يمكن أن تقوم بها الجماهير الإيرانية، واختار لهذه المهمة حيدر أكبر خان، وذلك بعد مخاوف بحرينية من تعرض البعثة لمضايقات خلال المباراة بسبب التوتر السياسي بين البلدين والتدخل الإيراني في شؤون البلد الخليجي.
وكان رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الإيراني لكرة القدم عزيز محمدي طالب قبل المباراة الجماهير بعدم رفع أي شعارات سياسية وذلك لأهمية المباراة وحتى لا يُتخذ إجراء سلبي من قبل الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الدولي "الفيفا" ضد المنتخب الإيراني.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان مجموعات إيرانية متطرفة تُعرف بـ"الأوباش" نيتها تحويل المباراة لموقعة حربية سياسية على خلفية اللافتات التي سبق ورفعوها وكتبوا عليها "الخليج العربي الإيراني" في مباراة السد القطري أمام سبهان أصفهان بدوري أبطال آسيا وغيرها من المباريات بين دول الخليج والأندية والمنتخبات الإيرانية.
وشهدت الملاعب الإيرانية في حالات سابقة رفع بعض المشجعين الإيرانيين لافتات تحمل شعار "الخليج الفارسي إلى الابد" الأمر الذي اعتبر بمثابة تحريض سياسي ضد بعض الفرق العربية وخاصة فرق المملكة العربية السعودية.
وفي المباراة الأخيرة بين فريق الاتحاد السعودي وبيروزي الإيراني أطلق بعض المشجعون الإيرانيون شعارات ضد كل من السعودية والبحرين الأمر الذي أدى إلى الاشتباك مع مشجعين إيرانيين معارضين لهذا السلوك ومع الشرطة إلا إنه لم تتخذ أي إجراءات قانونية ضدهم.
وتتعامل إيران بازدواجية في التعاطي مع الربيع العربي ففي الوقت الذي تعتبر أحداث البحرين ثورة شعبية، تصف الثورة ضد حليفها نظام بشار الأسد بأنها صنيعة أمريكا و"إسرائيل" ووصفها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالنسخة المزورة للثورات العربية.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 12/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com