القذافي: أنصاري حركوا مظاهرة الأمريكيين بـ "وول ستريت"!


نسب العقيد الليبي الهارب معمر القذافي إلى أنصاره المسئولية عن تحريك مظاهرة قام بها أمريكيون في وول ستريت مؤخرًا، في رسالة تحت عنوان "الفوضى بالفوضى" تتضمن تهديدات قال: إنه تم تنفيذ بعضها بالفعل.
يأتي ذلك على الرغم من أن المصادر الليبية في مدن عدة، منها سبها، تقول: إن بقايا فلول القذافي في المدينة فشلت في تنظيم مظاهرة مؤيدة للعقيد الليبي، الذي فر من طرابلس أواخر شهر أغسطس، بعد أن حكم ليبيا بالحديد والنار مدة 42 عامًا.
وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي: "إننا نقول لكم بصراحة: إن أحداث وول ستريت هي مجرد رسالة منا لكم ولكل الدول الغربية الآثمة.. إننا نملك الوسائل التي تحرك الشارع ضدكم وتنسف أمنكم كما نسفتم أمن الشعب الليبي"، بحسب ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" الاثنين نقلاً عن مواقع موالية للنظام الليبي السابق.
وكان نحو عشرة آلاف أمريكي تظاهروا في الأسبوع الماضي في حي المال (وول ستريت) في نيويورك، في تصعيد لحركتهم الاحتجاجية المستمرة منذ أسبوعين في المدينة، احتجاجًا على الفقر والبطالة، مدعومين من نقاباتهم.
وجاء على موقع قناة "الليبية" على الإنترنت تحت عنوان: "القائد معمر القذافي في رسالة خطيرة إلى أمريكا والغرب ودول سماها بالعميلة: الفوضى بالفوضى". وذكرت الوكالة الإخبارية على الإنترنت "سيفن دايز نيوز" التي تؤيد القذافي أنها تلقت رسالة من القذافي أملاها لها عبر الهاتف موسى إبراهيم.
وجاء في الرسالة المنسوبة إلى القذافي: "إنني أتوجه بكلمتي هذه أولاً إلى الرئيس الأمريكي (باراك) أوباما وكل من ساند غزو الناتو للجماهيرية، لأقول لهم: هل عرفتم الآن أننا نستطيع أن نحرك الأوضاع من تحت أقدامكم وننشر الفوضى؟ والسن بالسن والبادئ أظلم".
وأضاف: "أقول لهؤلاء: أنتم تعيشون في مجتمع كل شيء فيه يمكن أن يشترى بالمال، لذلك ستكفي بعض ملايين الدولارات التي يدفعها الشعب الليبي ليزلزل الأرض تحت أقدامكم ويشعل النار من حولكم.. إننا نقول لكم بصراحة: إن أحداث وول ستريت هي مجرد رسالة منا لكم ولكل الدول الغربية الآثمة، إننا نملك الوسائل التي تحرك الشارع ضدكم وتنسف أمنكم كما نسفتم أمن الشعب الليبي".
واستدرك: "نؤكد أن أحداث أمريكا ستنتشر وستتصاعد وتتحول لدرجة سيتمنى معها يهود أميركا وأشياعهم لو أنهم لم يدخلوا أنوفهم في أمور ليبيا يومًا. كما نقول لرؤساء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، ثم لعملائهم من العرب: إن ما يحصل في أميركا سننقله إليكم في خلال أسابيع وليس شهورًا، وآنذاك تفهمون أننا نفهم جيدًا نظرية نقل الرعب"، بحسب المتحدث باسم العقيد الليبي.
وأضاف أن "الفوضى في بلادنا معناها الفوضى في بلادكم، وتأكدوا أننا في ظروف أوضاعكم الاقتصادية المزرية قادرون على أن نحيل بلدانكم إلى فوضى عارمة، ولن تستطيعوا فعل شيء، ومن عاش رأى"، ومضى متوعدًا قائلاً: إن "دولاً عربية عميلة ستدفع ثمن خيانتها لليبيا".
يأتي ذلك على الرغم من أن بقايا فلول القذافي في مدينة سبها - أحد معاقل القذافي - فشلت في تنظيم مظاهرة مؤيدة للعقيد الليبي.
وقال محمود الفزاني من ائتلاف شباب ثورة 17 فبراير في سبها: إن المدن الليبية التي تم تحريرها من سطوة القذافي لم تشهد أية مظاهرات مؤيدة له، حتى يتحدث عن مظاهرات في أمريكا يعلم الجميع أنه لا علاقة لها لا بالقذافي ولا بمشاركة أمريكا في عمليات الناتو.
لكن أنصار الزعيم الليبي المخلوع ما زال لديهم تصور أن القذافي هو محور الكون ويستطيع أن يفعل أي شيء، "وهو تصور يشبه المرض الذي لا شفاء منه"، بحسب تعبير الفزاني.
وكانت مصادر أنصار القذافي قالت: إن موسى إبراهيم موجود في مدينة سرت التي يحاصرها الثوار منذ قرابة الشهر، مع المعتصم بالله نجل القذافي، بينما أشارت إلى أن سيف الإسلام موجود في بني وليد، بينما يسود الاعتقاد بأن القذافي نفسه موجود في مكان ما من الحدود الجنوبية الغربية مع الجزائر والنيجر.
وكان القذافي قد وجه آخر رسائله الصوتية في السابع من الشهر الحالي، وأذاعتها قناة "الرأي" ومقرها سوريا، ودعا فيها الليبيين إلى الخروج بالملايين إلى الشوارع احتجاجًا على الأوضاع في ليبيا.
إلى ذلك، نقلت المصادر الموالية للقذافي رسالة من المعتصم بالله نجل القذافي، قال فيها: إن مقاومة أنصار النظام السابق "مستمرة وأفرادها مندسون في كل مكان"، و"لن نسمح أبدًا بنجاح نظام في ظل الاحتلال"، وأن "أوامر القيادة" صدرت باستهداف كل منشأة نفطية أو ناقلة سواء في البر أو في البحر.
وتعد هذه ثاني رسالة للمعتصم منذ فراره مع والده من طرابلس يوم 22 أغسطس الماضي، وقالت "الشرق الأوسط": إنها حصلت على نسخة منها، وقال فيها: إن أنصار القذافي سوف يستهدفون الطائرات المدنية، محذرًا الليبيين من ركوب الطائرات في الرحلات "بين ليبيا ودول مشبوهة ومصدر خطر، ومنها الإمارات وقطر وفرنسا وإيطاليا ومالطا وتركيا".
وكان المعتصم قد قال في رسالته الأولى منذ نحو أسبوعين: إن الأوامر صدرت باغتيال أعضاء المجلس الانتقالي، لكن لم تسجل أية محاولة من هذا النوع منذ ذلك الوقت.
واعتبر المحلل السياسي الليبي "ناصر اجميعة" أن ما يبثه القذافي وأنصاره من رسائل أصبحت تعبر عن محاولات يائسة لإثبات الوجود؛ لأن الليبيين الذين يخرجون في مظاهرات اليوم يخرجون للاحتفال بالنصر على "نهاية حكم الطاغية"، معربًا عن أمله في سرعة تحرير مدينتي سرت وبني وليد، و"طي صفحة القذافي إلى الأبد".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 10/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com