أمريكيون على قائمة اغتيالات لجنة سرية بالبيت الأبيض


كشف مسئولون أمريكيون عن وضع أمريكيين على "قائمة اغتيالات" تعدها لجنة سرية من كبار المسئولين في الإدارة، وتتبع مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ومن ثم تبلغ الرئيس بقراراتها، من دون أن يكون هناك أي قانون تشكلت بموجبه أو تعمل وفقًا لأحكامه.
وذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين أن هذه اللجنة كانت وراء قرار إضافة رجل الدين أنور العولقي اليمني الأصل والذي يحمل الجنسية الأمريكية لعلاقته المزعومة مع "القاعدة"، وقد تم اغتياله في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار في اليمن الشهر الماضي.
وبحسب التقرير، فإن دور الرئيس الأمريكي في الأمر أو التصديق على قرار باستهداف مواطن أمريكي غير واضح، في رفض تومي فيتور، المتحدث باسم البيت الأبيض، مناقشة أي شيء متعلق بعمل اللجنة.
ويقول مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون: إنه على حد علمهم كان العولقي الأمريكي الوحيد الذي وضع في قائمة الحكومة الأمريكية للاغتيال أو الاعتقال، فيما يصفه البيت الأبيض بأنه كان شخصية بارزة في جناح القاعدة في جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن مقرًّا له.
وبات أوباما الذي شجب سلفه جورج بوش لاستخدامه المفرط للقوة في الحرب على ما يسمى "الإرهاب" عرضة للنقد في بعض الدوائر لاستخدامه ذات الأساليب، ومن بينها مبررات قانونية سرية وتقييم مخابراتي لا يكشف عنه.
ففي حين وصف ليبراليون استخدام طائرة بلا طيار لقتل مواطن أمريكي بأنه "جريمة ارتكبت خارج ساحات القضاء"، انتقد المحافظون أوباما لرفضه الكشف عن الرأي القانوني لوزارة العدل الأمريكية الذي قيل: إنه برر قتل العولقي.
واتهم هؤلاء أوباما بالنفاق مشيرين إلى إصرار حكومته على نشر الوثائق القانونية لحقبة بوش والتي بررت استخدام أساليب استجواب قال كثيرون: إنها تصل إلى حد التعذيب لكن الإدارة ترفض الآن نشر المنطق القانوني الذي جعلها تقتل مواطنًا أمريكيًّا خارج الإطار القانوني المعتاد.  
وأكد مسئولون - قالت "رويترز": إنهم طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم - أنه تم استشارة محامين من بينهم محامو وزارة العدل قبل إضافة العولقي لقائمة الاغتيالات. وقدموا نظريتين قانونيتين؛ أولهما أن الكونجرس أقر مثل هذا التحرك حين أقر استخدام القوة العسكرية ضد "المتشددين" بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، وثانيهما أن القانون الدولي يقر هذا التحرك إذا كانت الدولة تدافع عن نفسها.
وأكد مسئولون أمريكيون أن مواطنًا أمريكيًّا ثانيًا هو سمير خان قتل في نفس الهجوم الذي قتل فيه العولقي، وهو رئيس تحرير مجلة (اينسباير) التي تصدر بالإنجليزية وتستخدمها "القاعدة في جزيرة العرب" للدعاية وتجنيد الأعضاء.
وذكر المسئولون أن "خان" لم يكن في قائمة الاغتيال ولم يكن مستهدفًا في الهجوم لكنه وجد في المكان الخطأ في الوقت غير المناسب. وصرحوا أن العولقي استهدف بعد أن خلصت واشنطن إلى أن دوره في القاعدة بجزيرة العرب تحول من "الإلهامي إلى العملي" وهذا يعني أنه بدلاً من أن يقتصر دوره على الدعاية لأهداف "القاعدة" شارك بشكل مباشر في خطط مزعومة لضرب أهداف أمريكية.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 06/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com