هل موت العبد في رمضان شفيع له يوم القيامة؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

للإجابة على هذا السؤال هناك تأصيل لبعض المسائل في هذا

الباب:

المسألة الأولى:

إنَّ من اعتقاد أهل السنة والجماعة بأنَّه لا يُحكم لِمعين بِجنَّة

أو بِنَّار ما لم يِرد فيه نَّص من كتاب الله عز وجل أو سنة

رسول الله صلى الله عليه وسلم.


المسألة الثانية:

أنَّ كل كَافر أو مُنافق أو مُبتدع مات على ما مات عليه لا

ينفعه عمله ولا سعيه ولا تنفعه شفاعة وأيضا لا ينفعه

الزمان أو المكان.

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ،هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) آل عمران: 116

2ـ وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَه، مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ َ النَّارِوما هم بخارجين مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) المائدة: 36ـ37

3ـ وقال تعالى:(إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)النساء:140

وقال تعالى: (وَرَهْبَانِيَّةً ٱبتَدَعُوْهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ رِضْوَانِ ٱللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا ٱلَّذِيْنَ آمَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيْرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُوْنَ ) الحديد:27
5ـ وقال تعالى: (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ) الأحقاف: 9

ثم هل نفع رأس المنافقين (عبد الله بن أبي بن سلول ) ما فعلوا النبي صلى الله عليه وسلم له؟

جاء ابنه عبد الله إلى النبي فسأله قميصه فأعطاه فكفنه فيه وجاء رسول الله ليصلي عليه فقام عمر في صدره وقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد قال يوم كذا وكذا، كذا وكذا يعدد أيامه ورسول الله يتبسم ثم قال أخر عني عمر قد خيرت فاخترت قد قيل لي [استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم] ولو علمت أن لو زدت على السبعين غفر لهم لزدت ثم صلى عليه وقام على قبره حتى فرغ منه فأنزل الله تعالى [ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره] الآية .

المسألة الثالثة:

أنَّ المسلم الذي مات على التوحيد مآله إلى الجنة . وهذا

النوع ثلاثة أصناف لا يخرج عنها:

الصنف الأول: مُسلم رجحت حسناته على سيئاته وهذا من أصحاب الجنان مع النبي العدنان صلى الله عليه وسلم برحمة الرحيم الرحمن.

قال تعالى: (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ) سورة القارعة

الصنف الثاني: مُسلم تساوت حسناته مع سيئاته وهذا من أصحاب الأعراف .

قال تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عنكم جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) الأعراف: 48ـ49 .

  الصنف الثالث: مُسلم رجحت سيئاته على حسناته ، وهذا نوعان:

النوع الأول: من أصحاب الكبائر والذنوب وقد مات مصراً عليها دون توبة فهذا حكمه في المشيئة إن شاء الله عز وجل عذابه وإن شاء غفر له ورحمه.

أما النوع الثاني: من تاب من ذنوبه التي بينه وبين ربه فإن الله غفور رحيم ويقبل التوبة عن عباده، وهذا النوع له ممحصات من الذنوب في الدنيا وعند الموت وفي القبر وفي عروسات يوم القيامة ، فإن لم تمحصه هذه الممحصات فلا يمحصه إلا النار حتى يدخل الجنة طاهراً من ذنوبه.

أما إن كانت له ذنوب بينه وبين العباد ومظالم فلا مجال له

فى الآخرة إلا الخصومة ويأخذ من حسناته  لمن ظلمه أو

يعفو المظلوم عنه.

الخلاصة:

وبعد هذا التفصيل يجب أن يُعلم بأن العبد المؤمن الذي غلبت

حسناته سيئات له مبشرات وعلامات يحكم عليه بها بأنه من

أهل الجنة برحمة الله وهذه العلامات منها حسن الخاتمة

للعبد

وكذلك التلفظ بالشهادة والطريقة التي مات بها  وكذلك

الزمان

والمكان . وعليه فليس كل من مات في زمان مثل

( رمضان ) أو مكان مثل ( مكة أو المدينة ) يُحكم عليه

ويُعين بأنَّه من أهل الجِنَّان ، وإنما يُرجى له من الرحيم

الرحمن أن يعتق رقبته من النيران

ومن المعتقوين في شهر رمضان.

هذا. والله أعلم





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 05/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com