مصر: لقاء شيخ الأزهر بالدعوة السلفية


فى لقاء هو الأول من نوعه فى تاريخ الأزهر الشريف دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رموز الدعوة السلفية وعلماء أهل الحديث، للاجتماع تحت قبة الأزهر الشريف، وذلك من أجل لم الشمل وتطوير الحوار الإسلامى الإسلامى.

شيخ الأزهر قال فى كلمته إنه يلتقى بالسلفيين وقلبه صافى ونفسه راضية، ولديه من الأمل الكبير والدعاء الخالص بأن يجمع الله كل المسلمين دوما على كلمة سواء لا ظلم فيها ولا خذلان ولا كذب ولا بهتان.

وأضاف شيخ الأزهر، أنه يرحب برموز الدعوة السلفية فى رحاب الأزهر الشريف، معقل أهل السنة والجماعة على مدار القرون، منذ أعاده صلاح الدين الأيوبى إلى أحضان السنة والجماعة، ففيه تدرس أحكام الشرع أصولاً وفروعاً، دون تفرقة بين مجتهد وآخر.

وقال شيخ الأزهر، يجب ألا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب جناه، وأن نصلى خلف البر والفاجر، ولا ننحاز عن جماعة المسلمين، وأن نتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وألا نقع فى عرض أحدٍ من المسلمين إذ "كل المسلم على المسلم حرام"، وألا نأمر ولا ننهى - على القطع - فيما اخَتلفَ فيه أهل الاجتهاد، وإنما يكون ذلك فى المتفق عليه فحسب، وأن يكون النهى والأمر بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتى هى أحسن، وأن نرد الأمر فى المشكلات إلى أهل العلم بها "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ".

وأضاف الإمام الأكبر، أن المسلمين فى العالم الإسلامى، اتفقوا على أن الأزهر الشريف هو المرجعية الشرعية فى أمور الدين، وأنه ينبغى فى ظلاله الحرص على الاجتماع والمودة، والاعتصام بحبل الله تعالى، والالتقاء على كل ما ينفع المسلمين.

وأضاف شيخ الأزهر، لقد أكرم الله مصر وحماها من شرور الفتنة والاقتتال، وخلصها من أهل الفساد وعبدة المال، ورد أمورها إلى أبنائها جميعًا دون عزل أو استئثار أو إقصاء أو إبعاد، فما أحرانا أن نحافظ على هذه النعمة، بالشكر العملى الإيجابى، وهو التعاون على كل بر وخير، والابتعاد عن الفُرقة والنزاع والتباغض والتدابر والتحاسد، والتنافس على النفوذ وحطام الدنيا، وأن نذكر المرضى والجوعى والفقراء والبائسين والمحرومين، والمهمًّشين من الأطفال والرجال والنساء من أبناء هذا الوطن العزيز، ولسوف نُسأل عن هؤلاء جميعاً بين يدى الله عز وجل يوم القيامة، مضيفا أن لقاءُ اليوم هو البداية على درب التفاهم والتعاون والاتفاق، ولن يكون الأخير.

من جانبه قال الدكتور حسن الشافعى، رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع، على ضرورة أن تكون الدعوة الإسلامية وسطية قائمة على الأصول الجامعة لأهل السنة والجماعة، وكذلك الاتفاق على مرجعية الأزهر بإمكانياته التاريخية والأدبية على مدار فترات طويلة.

وقال الشافعى، إن المجتمعين اتفقوا على تبنى وثيقة الأزهر والتى يتحدد فيها علاقة الإسلام بالدولة، وطالب من الدعاة بعدم نسيان قضايا الإسلام الكبرى مثل التصدى للصهيوينية العالمية ومن ورائها ووقضايا الفقراء من المصريين، مطالبا بضبط الخطاب الإعلامى للدعاة بما يتناسب مع المرحلة الحالية، وكذلك الاتفاق على ترتيب لقاءات أخرى بين شيخ الأزهر والدعاة وعلماء الأزهر لزيادة التقارب بينهم.
حضر الاجتماع الدكتور حسن الشافعى،رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، والدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية السابق، والدكتور محمد المختار المهدى الرئيس العام للجمعية الشرعية، والدكتور عبد الله شاكر، كما شارك عدد من الدعاة السلفيين، من أبرزهم: محمد حسان، محمد وحيد بالى، نشأت أحمد، عوض الجزار، جمال المراكبى.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/09/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com