أقدم خمسة شباب تونسيين على شنق أنفسهم في محاولة انتحار جماعية بعد أن فشلوا في مسابقة للحصول على وظيفة في منطقة القصرين الفقيرة غرب البلاد.
وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن الشباب الخمسة حاولوا شنق أنفسهم من على منصة نصبوها أمام وزارة التعليم حين لفوا المشانق حول أعناقهم، ولكن المارة تجمعوا ومنعوهم من ذلك ونقلوهم إلى المستشفى بعد أن أصيب أحدهم في رأسه.
وأوضح شاهد العيان أن الشباب الخمسة في الأربعينات من عمرهم وهم عاطلون عن العمل وكانوا قد رفضوا تولي الوظائف في عهد النظام التونسي السابق رغم مؤهلاتهم، وأشار إلى أن محاولة الإنتحار جاءت بعد اعتصامهم فضلا مع آخرين عدة أيام احتجاجا على ما اعتبروه تمييزا ضد منطقتهم في توظيف الموظفين الحكوميين بحسب ما ذكرت وكالة تونس أفريقيا الرسمية للانباء.
وكانت تصريحات هؤلاء الشباب قبل محاولتهم الانتحار الجماعي والتي نتشرت على الـ"فيسبوك" قد أظهرت مدى تعرضهم للظلم والمحسوبية رغم وعود وزارة التربية بعد الثورة بضمان تشغيل هذه الفئة ممن تجاوزت أعمارهم سن الأربعين وطالت بهم مدة البطالة.
وقد ارتفعت البطالة من 14% في 2010 الى 19% بنهاية يوليو الماضي بحسب الارقام الرسمية، وترجع البطالة إلى انضمام نحو 80 ألفا من الخريجين الجدد في يوليو إلى سوق العمل وعودة أكثر من 30 ألف تونسي فروا من الصراع في ليبيا المجاورة.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية للحفاظ على الوظائف وتوفير فرص اخرى إلا أن نحو عشرة آلاف شخص فقدوا وظائفهم بينما يهدد 80 ألفا آخرون بفقدانها.
وأعادت هذه المحاولة إلى الأذهان حادثة انتحار الشاب التونسي محمد البوعزيزي والتي كانت الشرارة التي اندلعت بها الثورة التونسية المباركة حتى أسقطت النظام التونسي والتي أعقبتها ثورات في كل من مصر وليبيا واليمن وسوريا.