مئات الكويتيين يتظاهرون للمطالبة بحل البرلمان وإقالة الحكومة


خرج مئات الكويتيين، غالبهم من الشباب، يوم الجمعة، في تظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية، وبحكومة منتخبة، وذلك استجابةً لدعوة من ناشطين شباب ينادون بإجراء إصلاحات جذرية.
وطالب المتظاهرون بتعيين رئيس للوزراء، لا ينتمي إلى عائلة آل الصباح الحاكمة، وبحل البرلمان، وإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، منددين بـ«الفساد» على كل المستويات في الكويت.

وردد المتظاهرون، خلال التظاهرة، التي سميت «يوم الشعب»، هتاف«الشعب يريد إسقاط رئيس الوزراء» في إشارة إلى الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح.
وكانت مجموعة غير معروفة من قبل أطلقت على نفسها اسم "شباب 16 سبتمبر" قد دعت لتظاهرة الجمعة بوسط العاصمة الكويت للمطالبة بقيام ملكية دستورية في البلاد و"إنهاء احتكار" عائلة آل صباح الحاكمة في الكويت لمنصب رئاسة الوزراء.
ودعت المجموعة إلى حل مجلس الأمة الكويتي وحل الحكومة وإجراء انتخابات، وأدانت "الفساد" على كافة المستويات.
وبدأت النيابة العامة الأسبوع الماضي، تحقيقاً حول الحسابات المصرفية لتسعة على الأقل من خمسين نائبا هم أعضاء المجلس، بسبب إيداع أموال يفترض أنها غير قانونية، وتؤكد وسائل الإعلام ونواب المعارضة أن الأموال المقدرة بـ 350 مليون دولار قد أعطيت للنواب في مقابل تصويتهم على ملفات أساسية.
حزب إسلامي يؤيد التظاهر:
وتأييدًا لدعوة "شباب 16 سبتمبر"، أصدر حزب الأمة، وهو حزب إسلامي صغير غير معترف به،  بيانًا جاء فيه أن الحزب "يؤكد على شرعية ودستورية وأهمية مطالب شباب 16 سبتمبر في تحقيق الإصلاح السياسي الحقيقي بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة وقانون الأحزاب والجماعات السياسية وقانون الدائرة الواحدة وفقًا للقائمة النسبية وإنشاء هيئة مستقلة للانتخابات".
وأكد الحزب أن هذه المطالب "ضرورية في الطريق نحو الإصلاح السياسي المنشود والذي يطمح إليه الشعب الكويتي"، بحسب نص البيان المنشور على موقع الحزب على شبكة الإنترنت.
ودعا حزب الأمة "جميع القوى السياسية والشبابية والاجتماعية إلى العمل على تحقيق الإصلاح السياسي لإخراج الكويت من أزمتها السياسية المزمنة"، معتبرًا أن "هذا لا يتحقق إلا بالمسارعة بخطوات عملية بتوافق الجميع على أولوية الإصلاح السياسي لإقرار كافة الحقوق السياسية للشعب الكويتي وعلى رأسها حقه في اختيار حكومته التي صودرت بعملية سياسية فاسدة منذ عقود".
إصلاح النظام لا إسقاطه:
ومن شأن تلك الإصلاحات تقليص سلطات العائلة الحاكمة في الكويت والممسكة بالسلطة منذ أكثر من 250 عامًا.
وفي السياق ذاته، أعربت مجموعتان شبابيتان عن دعمهما للتظاهر في السادس عشر من سبتمبر، والمجموعتان هما مجموعة "شباب السور الخامس" التي نظمت تظاهرات داعية لإصلاحات في يونيو، والحركة الشبابية الكويتية "كافي".
وكانت الكويت بمنأى عن الاحتجاجات الشعبية التي عمت بلدانًا عربية أخرى والتي تمكنت حتى الآن من الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وإخراج الزعيم الليبي المطارد معمر القذافي من العاصمة طرابلس.
غير أن النائب الإسلامي وليد الطبطبائي صرح مساء الثلاثاء بأن "نسائم الربيع العربي تهب على الكويت، ولكن ليس لإسقاط النظام بل لإصلاحه".
والكويت، العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" كانت أول إمارة خليجية تأخذ بأشكال ديموقراطية في الحكم في عام 1962، في الوقت الذي تعد عائلة آل صباح صاحبة اليد العليا في إدارة شؤون البلاد ورئيس الوزراء يعين منها فضلاً عن بقية المناصب السيادية في الدولة.
وكانت الكويت قد تعرضت لسلسلة من الأزمات السياسية منذ تعيين الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح في فبراير 2006 رئيسًا للوزراء، حيث استقالت ست حكومات بينما تم حل مجلس الأمة ثلاث مرات.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/09/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com