أوقفت السلطات الأمنية في مصر 130 شخصًا على خلفية الأحداث التي واكبت محاولة اقتحام متظاهرين مصريين مقر السفارة "الإسرائيلية" بالقاهرة، ومديرية أمن الجيزة القريب، مساء الجمعة الماضية الذي تظاهر فيه المصريون تحت شعار: "جمعة تصحيح المسار".
وذكرت صحيفة "الأهرام" الاثنين أن الشرطة العسكرية بالتعاون مع قوات الشرطة المدنية ألقت القبض على 92 متهمًا شاركوا في محاولة اقتحام السفارة "الإسرائيلية" ومديرية أمن الجيزة مساء يوم الجمعة الماضي، ليصل بذلك إجمالي المقبوض عليهم في هذه الأحداث إلى130 متهمًا.
في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المتوفين جراء هذه الأحداث إلى أربعة أشخاص, بعد وفاة مصاب. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسئول بمصلحة الطب الشرعي أن سبب وفاة الضحايا الثلاثة الأول إصابات بالأعيرة النارية.
وقررت النيابة العسكرية حبس 38 متهمًا, واستكمال التحقيق مع الباقين, تمهيدًا لإحالتهم إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بتهم الشغب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة, وتكدير السلم والأمن العام, وتعريض حياة الآخرين للخطر.
وكانت مصر قد أعلنت أنها ستحاكم المتهمين في أحداث اقتحام السفارة "الإسرائيلية"، بعد أن أثار الأمر غضب "إسرائيل" وحليفتها الولايات المتحدة، اللتين اعتبرتا ما حصل انتهاكًا للمعاهدات الدولية.
وقرر المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك في 11 فبراير تفعيل قانون الطوارئ السيئ الصيت، في أعقاب أحداث العنف والمواجهات التي صاحبت "جمعة تصحيح المسار".
إلى ذلك، وصل الأحد وفد "إسرائيلي" رفيع المستوى إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين بشأن العلاقات بين الجانبين. وأكدت مصادر مطلعة أن الوفد سيبحث إمكان عودة السفير "الإسرائيلي" وأعضاء السفارة إلى القاهرة.
وكان محتجون تمكنوا من دخول شقة تابعة للسفارة "الإسرائيلية" في المبنى الذي يضم السفارة وألقوا بمئات الأوراق الخاصة بالسفارة من الشقة إلى الشارع. وجاء ذلك بعد أن حاول محتجون في وقت سابق اقتحام السفارة التي تشغل الطابقين الأخيرين من المبنى لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وأعرب مسئولون "إسرائيليون" الأحد عن أملهم في استعادة العلاقات الطبيعية مع مصر بعد الهجوم على السفارة "الإسرائيلية"، والذي اعتبر علامةً على أسوأ أزمة بين الجانبين منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية في 11 فبراير.
وتمر العلاقات بين مصر و"إسرائيل" بأسوأ فتراتها في أعقاب مقتل خمسة جنود مصريين في 18 أغسطس بينما كانت قوات "إسرائيلية" تلاحق أشخاصًا تتهمهم بمهاجمة "إسرائيليين" في إيلات في جنوب "إسرائيل" قرب الحدود مع مصر.