صحيفة: سوزان مبارك شريكة في "عبارة الموت"


تقوم الرقابة الإدارية بمصر بالتأكد من شركاء ممدوح إسماعيل صاحب العبارة التي غرقت في البحر الأحمر وعلى متنها أكثر من ألف شخص, في المشروعات والثروات التي يملكها بعد أن تبين أن شريكته الرئيسة هي سوزان مبارك وعدد من أقاربها والذي يمتلك 9 شركات للسياحة و5 فنادق كبرى، إضافة إلى عدد من الشاليهات والقصور والعمارات.
ويسعى فريق الدفاع عن أسر ضحايا العبارة حسبما ذكرت مجلة "روزاليوسف" إلى الكشف بدقة عن تفاصيل حادثة عبارة السلام 98 والتي راح ضحيتها 1300 مصري بعد فتح التحقيق بصورة شاملة في القضية التي نال فيها ممدوح إسماعيل في السابق 7 سنوات، ولم يصدر الحكم إلا بعد تأكد نظام مبارك من وجود إسماعيل في الخارج, في حين أن الأوراق والمستندات تضمن له ولشركائه الإعدام.
وكشفت نيابة البحر الأحمر التي تجري تحقيقًا موسعًا في البلاغات التي تقدم بها فريق الدفاع عن أسر الضحايا أن هناك أوراقًا كثيرة اختفت من ملف القضية منها الورقة رقم 52 التي تؤكد أن ممدوح إسماعيل كان على دراية كاملة بغرق العبارة وأنه كان يعرف بدقة أن المئات يصارعون الموج وفي طريقهم للغرق، ولكنه لم يفعل شيئًا, كما تحقق النيابة في التقارير الفنية التي تكشف أن عبارة السلام كانت مخالفةً في عملها لأبسط قواعد الاتفاقيات الدولية.
وكان موقع ويكيليكس قد كشف عن وثيقة جديدة تم تسريبها من البيت الأبيض تثبت تورط رجل الأعمال ممدوح إسماعيل وشركائه صفوت الشريف، وزكريا عزمي وجمال مبارك في حادث غرق العبارة السلام 98 الذي أودى بحياة أكثر من ألف قتيل ماتوا غرقًا في البحر الأحمر.
وثيقة ويكيليكس التي تحمل رقم 6 كايرو 22958 بتاريخ 28 فبراير الساعة 38.3 دقيقة ونشرت في 16 يونيو 2011 ، تحمل شعار سري للغاية ومعنونة باسم: "مأساة السلام بوتشاتشيو البحرية".
وجاء في الوثيقة: كانت مأساة حقيقية حاول نظام مبارك بل مبارك نفسه إخفاءها ووأد الحقائق فيها، مشيرةً إلى أن السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني كان شاهدًا على اللقاء السري الذي جرى بين "هيوارد بيرمان" الممثل الرسمي للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الابن وعضو الكونجرس المؤثر وبين الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
الزيارة طبقًا للبروتوكول الدبلوماسي يحرص أي سفير على تدوين ما يجري فيها ولم تكن تلك الزيارة بالشيء الشاذ من حيث تسجيلها ولم يعرف أحد من أطراف الجلسة أنها يمكن في يوم من الأيام أن تخرج للنور.
وتبدأ الجلسة في وثيقة ويكيليكس التي فضحتها ببند واحد (ملخص) وفيها يبدأ ريتشاردوني في تسجيل البيانات فيقول: "في هذه الجلسة المطولة التي حضرها عن الجانب الأمريكي "هيوارد بيرمان" في 20 فبراير 2006 شدد الرئيس مبارك على رفضه أن مصر مسئولة عن حادثة العبارة السلام التي غرقت في 2 فبراير 2006 بالبحر الأحمر خلال رحلة روتينية لها من ميناء ضبا السعودي إلي ميناء سفاجا المصري جنوب مصر".
ويذكر مدون الجلسة (ملحوظة): العبارة كانت تحمل 1312 مسافرًا و96 آخرين هم طاقم بحارتها وطبقًا لشهادة ممدوح إسماعيل صاحب شركة السلام للنقل البحري وهو مالك العبارة فإن العبارة كانت تحمل أيضًا 220 عربة، في الحادثة تم إنقاذ 388 شخصًا من البحر الأحمر وقد رفض مبارك في الجلسة أي حديث عن أية مسئولية أو إهمال حدث من جانب السلطات المصرية فيما يخص كارثة العبارة السلام بوتشاتشيو 98، لكنه أعلن أنها ربما كانت أسوأ كارثة في تاريخ النقل البحري المصري.
ملحوظة أخرى يسجلها قلم ريتشاردوني ويشير إلى أن جهود الإنقاذ قد أعلن عن توقفها بشكل رسمي في 10 فبراير 2006 وقد تم إنقاذ 388 شخصًا مع هذا التاريخ وتم انتشال 400 جثة من البحر أما الـ600 جثة الباقية فقد أعلن أنها حالات مفقودة في البحر.
ثم كتب ريتشاردوني يسجل بقوله: "خلال الجلسة أخبر هيوارد بيرمان مبارك (سرًّا) أن المخابرات الأمريكية المركزية الـ«سي آي إيه» ومعها وزارة الدفاع البريطانية قد حصلوا على أدلة اتهام مؤكدة في قضية العبارة، ويشرح هيوارد لمبارك أن تلك الأدلة عبارة عن اتصالات صوتية وإشارات استغاثة صدرت من العبارة قبل غرقها والتقطتها محطة التنصت التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في مدينة كينلوث في اسكوتلاندا".
ويستمر هيوارد في الشرح لمبارك سرًّا كما كتبوا: "في التسجيلات يسمع مالك العبارة السلام ممدوح إسماعيل يتحدث ثم تسجل له مكالمات أخري مع صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ومع جمال مبارك نفسه".
يتوقف ريتشاردوني قليلاً وهو يسجل بروتوكول الجلسة ويكتب: "في خلال اللقاء حذر هيوارد مبارك من عواقب الغضب الشعبي العميق والحزن الشديد الذي انتاب الشعب المصري كله إذا تمكن أحد من الكشف عن تلك التسجيلات والاتصالات والملكية المشتركة للعبارة بالتساوي بين الأربعة، كما وصفهم وكان يقصد بالقطع ممدوح إسماعيل وصفوت الشريف وزكريا عزمي وجمال مبارك".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 03/09/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com