أمير الجماعة الليبية المقاتلة قائدًا لقوات الثوار في طرابلس


كشف عبد الحكيم بلحاج قائد قوات الثوار الليبيين في العاصمة طرابلس عن تعرضه للتعذيب من قبل عملاء المخابرات الامريكية المركزية (CIA) بعد اعتقاله في ماليزيا عام 2004 على خلفية اتهامه بالقيام بـ "نشاط إرهابي".
و"بلحاج" البالغ من العمر 45 عامًا، قاتل في أفغانستان ضد القوات السوفيتية واكتسب خبرة يفتقر إليها غالبية المقاتلين الليبيين. وعاد بلحاج ومجموعة صغيرة من الإسلاميين إلى ليبيا بعد الجهاد ضد السوفيت لتشكيل الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة التي كانت لها قاعدة سرية في منطقة الجبل الأخضر شرقي البلاد حتى اكتشافها وقصفها واعتقال العديد من عناصرها. وهرب بلحاج من ليبيا في أواخر التسعينات وتنقل بين بلدان عديدة مثل كثيرين من المغتربين الليبيين.

وسرد عبد الحكيم بلحاج في لقاء مع صحيفة الإندبندنت البريطانية، الجمعة، تفاصيل اعتقاله في ماليزيا، قبل أن ينقله الأمريكيون إلى سجن في تايلاند حيث تعرض للتعذيب. وبعد فترة تم تسليمه إلى السلطات الليبية التي أودعته السجن في العاصمة طرابلس.
وقال بالحاج للصحيفة: "لقد قبعت في السجن سبعة أعوام تعرضت خلالها للتعذيب ومكثت في زنزانة انفرادية.. ولم يسمحوا لي بالاستحمام لثلاث سنوات متواصلة".
وأضاف بلحاج أنه لو أتيحت له الإمكانية فسيحاكم العملاء الأمريكيين الذين تصرفوا معه بقسوة.
ورأت الإندبندنت أن قصة بلحاج تشير إلى التعاون الوثيق في الماضي بين الـ"CIA" ونظام العقيد الليبي معمر القذافي.
وشدد بلحاج، وهو الآن مسؤول اللجنة العسكرية لحفظ النظام في طرابلس، على أن حركة "الجماعة الليبية المقاتلة" التي يترأسها غير مرتبطة بتنظيم "القاعدة" قائلا: "لم نكن أبدا على علاقة بالقاعدة".
وكان بلحاج وإسلاميون آخرون قد عقدوا صفقة تاريخية مع القذافي بوساطة نجله سيف الإسلام. إذ وافق الإسلاميون على حل تنظيمهم "الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة" ونبذ العنف. وقال بلحاج إن الإسلاميين وفوا بالعهد ولكن بطش النظام دفعهم إلى ممارسة العنف مشيرا إلى "أن الثورة بدأت سلمية ولكن حملة النظام فرضت عليها ان تكون عنيفة".
واعترف بلحاج بأن الإسلاميين لم يكن لهم دور في الثورة على حكم القذافي التي كانت انتفاضة شعبية. وقال "إن ثورة 17 فبراير ثورة الشعب الليبي ولا أحد يستطيع أن يدعي ملكيتها، علمانيين كانوا أو إسلاميين". وأضاف أن لدى الليبيين آراء مختلفة ويتعين إشراك جميع الآراء واحترامها.
وقال أعضاء في المجلس الانتقالي الليبي إن السماح لـ "بلحاج" بتولي رئاسة المجلس العسكري في طرابلس كان بدافع أسباب منها توظيف خبرته العسكرية وكذلك التوثق من وضعه تحت سيطرة القادة السياسيين مباشرة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن وكالة المخابرات المركزية في واشنطن رفضت التعليق على دور بلحاج الجديد. ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية أن إدارة اوباما على علم بالاصول الاسلامية لعناصر في صفوف المقاتلين الليبين وأنها نقلت قلقها الى المجلس الوطني الانتقالي. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن المجلس اتخذ خطوات صحيحة وأعلن مواقف سليمة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويقول بلحاج إنه عازم على تسريح المقاتلين الذين بعهدته ودمجهم بالجيش النظامي أو قوات الشرطة بعد انتهاء الثورة الليبية.
ويؤكد أنه ليس حاقدا على الولايات المتحدة بسبب معاملتها له في السابق. وقال في حديث لصحيفة نيويورك تايمز: "نحن الآن في ليبيا ونريد التطلع إلى مستقبل سلمي ولا أريد الانتقام".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 03/09/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com