قال سكان سوريون اليوم الأحد: إن قوات موالية للرئيس بشار الأسد انخرطت في معارك بالأسلحة أثناء الليل قرب ضاحية بشمال شرق دمشق مع منشقين عن الجيش رفضوا إطلاق النار على تظاهرة منادية بالديمقراطية.
وذكر السكان أن عشرات الجنود فروا إلى منطقة بساتين وأراض زراعية بعدما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية "حرستا" لمنعهم من تنظيم مسيرة إلى العاصمة، في تحدٍّ لأمر أصدرته وزارة الداخلية بعدم التظاهر في دمشق.
وقال أحد سكان "حرستا" وفق وكالة "رويترز": "الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة (حدائق قديمة تحيط بدمشق) وكان يلقى ردًّا من بنادق أصغر".
ودأبت السلطات السورية على نفي وقوع أية انشقاقات في صفوف الجيش، وطردت وسائل الإعلام المستقلة منذ اندلعت الانتفاضة ضد الأسد في مارس.
وعلى الجانب المقابل يؤكد النشطاء تزايد معدل الانشقاقات بين الجنود ومعظمهم من الأغلبية السنية، لكن يسيطر عليهم ضباط من العلويين واقعين فعليًّا تحت قيادة ماهر شقيق بشار الأسد.
من ناحية أخرى، ذكر شاهد عيان سوري يدعى أبو محمد الحوراني من تل شهاب في درعا أن عناصر من الأمن السوري انتشرت بتعزيزات أمنية مكثفة على الحدود مع الأردن.
وأوضح الشاهد في حديثه لـ"الجزيرة" أن "عناصر الأمن أطلقوا النار على القرى لمنع استمرار التظاهرات التي حصلت دعمًا لأهالي دمشق، وهم يطاردون عددًا من الناشطين الذين لجئوا إلى البساتين قرب الحدود الأردنية.
وفي سياق متصل قال أبو محمود - وهو شاهد من الحمورية بريف دمشق -: إن هناك حواجز أمنية كثيفة في البلدة.
وأضاف أنه تم إطلاق النار على التظاهرة التي حاولت الوصول إلى دمشق ما أدى إلى إصابة حوالى ستين شخصًا بإصابات خطرة.
وأشار أبو محمود إلى أنه تم اعتقال عدد كبير من المتظاهرين، وقال: "جميع المستشفيات هي مراكز أمنية، وأي مصاب يؤخذ يتم سحبه وأي طبيب يعالج أي جريح يصبح خارجًا عن القانون".
وفي تطور آخر أعلن رئيس مجلس مدينة بانياس السورية عدنان محمد الشغري أن مدينته كانت مهددةً بمذبحة شبيهة بما حصل في حماة.
وذكر الشغري أن قرية البيضة التابعة لها تعرضت لعملية عسكرية عنيفة من قبل الجيش السوري اعتقل خلالها جميع السكان.
وفي حديث لقناة "الجزيرة"، دعا الشغري وهو الذي تعرض للتعذيب بسبب معارضته للعملية الأمنية، أهالي بانياس إلى نبذ الطائفية وعدم الانجرار وراء هذه المصيدة التي يستغلها النظام للحفاظ على هيمنته.
وقال: "النظام السوري أساء تقدير تأثير سفك الدماء وقتل أبناء الشعب السوري وبالتالي فإنه لا يملك حاليًا فرصة لتسوية سلمية للأزمة".
وكان ضابط سوري منشق، يتقلد رتبة رفيعة في السابق، قبل أن يفر إلى لبنان، قد كشف عن أن حملة القمع ضد المحتجين تنفذها الفرقة الرابعة، التي تخضع للقيادة المباشرة لماهر الأسد، وأكد أن أوامر القتل تأتي صريحة من وزير الدفاع والرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية كشف الضابط السوري - اكتفى بالتعريف باسمه الأول فقط حماية لأسرته - تفاصيل وخفايا الحملة الأمنية التي يشنها شبيحة النظام وقوات الأمن ضد المحتجين السلميين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، والتي بدأت في سوريا منتصف شهر مارس الماضي.
وقال الضابط المنشق، وهو في الأربعينيات من عمره، ويعيش حاليًا في قرية بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية: "بعدما رأيت كيف كانوا يأمروننا أن نقتل الناس، أدركت أن النظام جاهز لقتل كل شخص وإخفاء الحقيقة، لذا قررت أنني لا يمكن أن أرى هذه النهاية، وأن أبقى وأكون جزءًا من هذه اللعبة الكاذبة".