سجلت أسعار الذهب أمس ارتفاعا قويا في الاسواق العالمية وزادت بنسبة‏1%‏ لتسجل ثالث مستوي قياسي لها نتيجة أقبال المستثمرين علي الشراء وسط مخاوف من تجدد الركود في الولايات المتحدة وأزمة الدين في منطقة اليورو‏.‏

وقفزت أسعار الذهب في المعاملات الامريكية الي1895.3 دولار للأوقية, كما سجلت أسعار البلاتين أعلي مستوي في ثلاثة أعوام ووصلت الي1895 دولارا للأوقية مدعومة بارتفاع اسعار الذهب مع زيادة الإقبال علي المعادن النفيسة كملاذ آمن للاستثمارات في ظل مخاوف بتراجع الاقتصاد العالمي. وفي غضون ذلك ارتفع الدولار مقابل الين امس وسجل76.70 ين, بعد ان وصل لأقل مستوي له علي الاطلاق بفعل تكهنات بتدخل السلطات اليابانية قريبا لاضعاف عملتها القوية حيث ان ارتفاع الين وصل الي مستويات تهدد قدرة طوكيو علي التعافي من الازمة الاقتصادية التي اعقبت زلزال تسوناي في مارس الماضي, ودفعت التكهنات بتفاقم أزمة الديون في منطقة اليورو العملة اليابانية والفرنك السويسري نحو الصعود نتيجة الاعتقاد بأنهما ملاذان آمنان في فترات عدم اليقين الاقتصادي. ومن ناحية اخري ناشد وزير المالية اليوناني ايفانجليوس فنزيلوس في خطاب بعث به إلي المفوض الأوروبي لشئون النقد أولي رين, ورئيس منطقة اليورو جان كلود يونكر, ورئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه, ناشدهم فيه بتنفيذ قرارات القمة الأوروبية الطارئة الأخيرة يوم21 يوليو الماضي التي أقرت تخصيص حزمة إنقاذ ثانية لليونان بقيمة نحو109 مليارات يورو بأسرع وقت ممكن, وقال فينزيلوس إن نتائج الميزانية للأشهر السبعة الماضية تدق ناقوس الخطر, حيث تفتقد اليونان وسائل تسديد دين السندات الحكومية, إلا أن بعض دول منطقة اليورو طالب الأسبوع الماضي اليونان بتقديم ضمانات مقابل القروض.
ومن ناحية اخري دعت الصين دول منطقة اليورو الي اتخاذ اجراءات ملموسة لاستعادة ثقة الاسواق, وقبيل زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبكين بعد غد قالت صحيفة الشعب الصينية, الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم, ان علي الدول الاوروبية اصلاح نظامها الاقتصادي, مشيرة الي ان القصور في ادارة الاقتصاد تسببت في ازمة الديون الخانقة. يذكر ان الصين تستثمر جزءا من فوائض احتياطياتها النقدية في اصول اوروبية مشتركة, كما ان اوروبا من اكبر الاسواق للصادرات الصينية ووفقا لسلطات الجمارك الصينية وصلت الصادرات الي اوروبا الي120 مليار دولار خلال الاشهر السبعة من العام الجاري بما يمثل19% من اجمالي صادرات الصين للعالم, بالتالي لا ترغب بكين في أن تضعف العملة الاوروبية حيث ان اي تراجع في الطلبات الاوروبية من الصين نتيجة لازمة الديون سيكون له تأثيرات وخيمة طويلة الاجل علي الاقتصاد الحقيقي للصين.