إسبانيا عرضت على الأسد مخرجًا للأزمة و"ملجأ آمنًا"


كشفت تقارير صحافية إسبانية أن مدريد عرضت على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تشهد بلاده انتفاضة شعبية منذ منتصف مارس الماضي، خطة للخروج من الأزمة، بالإضافة إلى تقديم ملجأ آمن له ولعائلته في إسبانيا.
وذكرت صحيفة «الباييس»، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أرسل في يوليو الماضي مستشاره الخاص بيرناردينو ليون «سرا» ليقترح على الرئيس السوري بشار الأسد خطة للخروج من الأزمة.

وقالت الصحيفة إن الحكومة أبدت كذلك «استعدادها لتقديم ملجأ للأسد وعائلته في اسبانيا».
وأضافت الصحيفة أن ثاباتيرو أرسل ليون، الذي كان أحد مساعديه في ذلك الوقت، إلى دمشق في يوليو «ليقترح خطة انتقالية لحل سلمي للثورة».
واستنادًا إلى مصادر مقربة من ليون؛ فإن المهمة كانت «سرية للغاية لدرجة أن ليون سافر وحده واستخدم جواز سفر عاديا بدلا من الدبلوماسي». ولم يدخل أي من المباني الحكومية في دمشق بل اجتمع مع المسؤولين السوريين في منازلهم».
واشتمل اقتراح ليون على الأسد ثلاث نقاط وهي الوقف الفوري لعمليات القمع، وعقد مؤتمر وطني في مدريد تحضره جميع أطراف الأزمة السورية، وتحديد جدول زمني للانتقال وتشكيل حكومة جديدة تضم أعضاء من المعارضة.
إلا أن الصحيفة أكدت أن الاقتراح قوبل برفض سوري شديد.
ونقلت الباييس عن ليون قوله عند عودته: «أشعر أن الأسد لن يتنازل عن أي شيء أساسي»، مضيفا :«الأشخاص الذين حاورتهم كانوا بعيدين جدا عن الواقع»، بحسب دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه.
وذكر مساعدون لليون أنه لم يلتقِ الأسد، إلا أن مصادر أخرى أكدت للصحيفة أنه التقاه.
وكانت هذه آخر مهمة يقوم بها ليون باسم الحكومة الإسبانية قبل توليه منصبه الحالي مبعوثا خاصا للاتحاد الأوروبي في منطقة جنوب حوض المتوسط.
وحول علاقات إسبانيا بسوريا والتي سمحت باقتراح هذه الخطة للخروج من الأزمة، قالت الصحيفة إن «الحكومات الاسبانية المتعاقبة حافظت على علاقات خاصة مع سوريا كانت تعود بالفائدة على البلدين».
وأشارت الصحيفة إلى أن«ثاباتيرو لم يكن استثناء» وحافظ على اتصالات هاتفية متواصلة مع الأسد منذ بدء الاضطرابات في سوريا.
هذا، ومن المرتقب أن يعقد مجلس الأمن الدولي الخميس اجتماعا خاصا لبحث حقوق الإنسان والحالة الإنسانية الطارئة في سوريا.
وفي أبريل الماضي، طالبت إسبانيا رعاياها المقيمين في سوريا بالمغادرة في أقرب وقت ممكن في ظل ظروف عدم الأمن والاستقرار التي تعيشها البلاد على خلفية التطورات الأخيرة.
وحثت الخارجية الإسبانية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني المواطنين الإسبان الذين لا تعتبر إقامتهم في ذلك البلد ضرورية إلى مغادرته باستخدام الوسائل المتاحة لهم، مشيرة إلى أن الحكومة لم تدرس بعد خطة إجلاء شاملة من سوريا.
ودعت الخارجية جميع رعاياها إلى إبلاغ السفارة الإسبانية في دمشق بعناوينهم في أقرب وقت ممكن لتسهيل عملية الإجلاء في حال دعت الحاجة إلى ذلك.
وذكرت أن عدد المواطنين الإسبان المقيمين في سوريا يبلغ نحو ألف مواطن معظمهم في دمشق، فيما يتوزع الباقون على محافظات درعا وحمص واللاذقية وتربطهم بالشعب السوري علاقات عائلية وثيقة.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 15/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com