هتفت "يسقط العسكر".. أعداد متواضعة في "مليونية الصوفية" بمصر


فشلت "مليونية في حب مصر" التي دعت عليها جماعات صوفية بـ "ميدان التحرير" اليوم في جذب الأعداد التي تكسبها اسم "مليونية"، حيث لم يستجب للدعوة إلا أعداد متواضعة قُدرت بالمئات.
وذكرت تقارير إخبارية أن نحو ألفي شخص تناولوا وجبة الإفطار الليلة في "ميدان التحرير"، غالبهم من أنصار الطريقة العزمية التي يتزعمها "علاء أبو العزايم"، شيخ الطريقة، وهو من أبرز المتحمسين لهذه "المليونية" والداعين لها، رغم رفض المجلس الأعلى للطرق الصوفية لها.

وكان أبو العزايم قد صرح خلال هذا الأسبوع أكثر من مرة بأن هذه "المليونية" تأتي ردًا على الإسلاميين الذين استطاعوا حشد ما يربو على ستة ملايين شخص في ميدان التحرير في جمعة الإرادة الشعبية يوم 29 يوليو، والتي وصفها المراقبون بالأضخم منذ تنحي الرئيس المخلوع مبارك في 11 فبراير الماضي.
وإزاء فشل دعوته في جمع "مليونية" بميدان التحرير، تراجع أبو العزايم اليوم عن تصريحاته السابقة ونفى أن يكون قد تم الدعوة لمليونية. مشيرًا إلى أن الميدان لن يغلق مهما زادت الأعداد وأن هذا تم بالاتفاق مع قادة القوات المسلحة.
وردد مئات الصوفية الذين تجمعوا بميدان التحرير الأوراد والأدعية الدينية وآيات من القران الكريم وأقاموا ما يسمى بحلقة ذكر بالميدان, كما رددا هتافات من قبيل: "مصر لكل المصريين مش للجيش ولا للدين" و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"مدنية مدنية" و"الداخلية هي هي الداخلية بلطجية".
وكانت مسيرة تضم المئات قد وصلت للتحرير قادمة من السيدة زينب وهم يرددون قصائد صوفية. كما وصلت مسيرة أخرى ضمت العشرات من  أعضاء حركة شباب 6 أبريل (ليبرالية) و اتحاد شباب ماسبيرو (قبطي) قد انضمت للمتظاهرين بميدان التحرير.
وصرح علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية،  بأن ما وصفها بـ "مليونية حب مصر" تضم 6 طرق صوفية، هم: العزمية والشبراوية والشرنوبية والهاشمية والجوهرية والإنبارية، بالإضافة إلى العديد من الأقباط.
وأكد أن فعاليات هذه "المليونية" ستقتصر فقط على كلمات مشايخ الطرق الصوفية الـ 6، بجانب الإنشاد الديني والترانيم، مشدداً على انتهاء هذه الفعاليات في منتصف الليل.
وجاء احتشاد الألفي صوفي بميدان التحرير وسط تعزيزات وإجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف لعناصر الأمن المركزي.
مناوشات بين الأمن والمتظاهرين:
وقد نشبت قبل قليل اشتباكات في ميدان التحرير بين متظاهرين والشرطة العسكرية بعد مشادات بين الشرطة العسكرية ومتظاهرين هتفوا: "الميدان بتاعنا.. الميدان بتاعنا". كما جاءت بعد أن حاول متظاهرون اقتحام الدرع البشري لجنود الجيش للسيطرة على ''صينية'' الميدان، حسبما قال شهود عيان.
وتطور الأمر إلى التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، التي ردت عليها الشرطة العسكرية باستخدام العصي، وعاد الهدوء مرة أخرى إلى ميدان التحرير بعد أن هدأت الاشتباكات بين الجانبين.
ومازال يتواجد داخل الميدان حوالي 2000 متظاهر من الطرق الصوفية، حيث يخرج بعض "مشايخ الصوفية" للتحدث عن مستقبل مصر وخلافهم حول مدنية الدولة.
وكان
حزب "النور" السلفي، قد وصف التحالف الذي جمع مؤخرًا بين بعض الطرق الصوفية وقوى يسارية وقبطية وليبرالية لمواجهة الإسلاميين، بأنه "تحالف هش" و"مرحلي" بين أشخاص تعمل لمصالحها الشخصية وليس لأجل أمن مصر واستقرارها.
وقال الدكتور يسري حماد، المتحدث باسم الحزب في تصريحات له إن هذا التحالف "مرحلي ومنطقي جدا بين بعض رموز التيار الليبرالي الرافض لمنهج الكتاب والسنة، المطالب بفصل الدين عن حياة الناس (...) وبين علاء أبو العزايم الذي استولى على منصب رئيس مشيخة الطرق الصوفية عن طريق علاقته برموز النظام السابق وبعض القادة العرب أمثال القذافي".
وأرجع حماد هذا التحالف إلى أن رموز التيار الليبرالي تبحث بكافة السبل والوسائل لها عن تحالفات مرحلية تحقق "بعض الشعبية التي أيقنوا أنها غير موجودة بالمرة بين فئات الشعب المصري"، في حين يطمع أبو العزايم في أن "يلفت الأنظار إليه، ويحقق لنفسه بعض الشعبية المفقودة دفاعا عن المنصب، عن طريق تكرار إقحام نفسه بلا مبررات ضد التيار الإسلامي".
وقال حماد إن رموز التيار الليبرالي ليس لها تواجد سوى في بعض الأبواق الإعلامية المملوكة لشخصيات تنتمي لنفس المدرسة الرافضة للتدين، وإن أسلوبه الرافض للآخر يفقدهم تعاطفا من الذين تأثروا بكثرة الظهور الإعلامي وسط تغييب للفكر الآخر.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com