مئات الدبابات تنتشر على أطراف دير الزور وحمص


انتشرت عشرات الدبابات والآليات العسكرية في أطراف مدينة دير الزور شرقي سوريا فيما تحولت مدينة حمص وسط البلاد التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية إلى جبهة، في استمرار لحملة القمع لحركة الاحتجاجات الشعبية بالرغم من الانتقادات الدولي المتزايدة.
وأفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في أربع مناطق في مدينة دير الزور"، موضحا أن الآليات العسكرية توزعت "خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الأمن السياسي وفي منطقة المطار".
وتشهد مدينة دير الزور منذ الأربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، خوفا من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة، وفق ما أفاد المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له.
وفي وسط البلاد، كانت مدينة حمص "أشبه بجبهة حتى الصباح"، وشهدت المدينة "انتشارا مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع"، بحسب عبد الرحمن، مشيرا إلى أن "السكان يسمعون أصواتها في الطرقات".
ونقل المرصد عن ناشطين محليين، إن "اطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة الإنشاءات والفوطة والقرابيص لغاية الساعة الثامنة صباحا (بالتوقيت المحلي)".
وأضاف: "كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقلية والمتوسطة والخفيفة في حي باباعمرو حتى الصباح"، ولم يتمكن المرصد من معرفة ما يجري في مدينة حماة (وسط) "نظرا لانقطاع الاتصالات عنها".
وكان العشرات قتلوا في مدينة حماة إثر عمليات عسكرية بدات منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة في مواجهة مات تسميها بـ "التنظيمات الإرهابية المسلحة".
يأتي ذلك فيما ارتفع عدد الضحايا من المدنيين في مظاهرات الجمعة إلى 29 قتيلاً فضلاً عن عشرات المفقودين، فيما أشارت مصادر طبية في مدينة حماة وناشطون سوريون إلى وفاة نحو 20 طفلاً من الخدّج في مستشفيين في مدينة حماة نتيجة قطع الكهرباء عن الحاضنات ومنع الوقود من الوصول إلى المستشفيات لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان إنه "سجّل تاريخ أسود لسورية بأيدي النظام الملوثة بالدم"، مشيرة إلى أن عدد القتلى تجاوز 2200 مدنياً منذ بداية الثورة السورية، موضحة أن هذا الرقم يعبر عن الحالات الموثقة بالاسم والعمر والمنطقة التي قتل فيها كل شخص وكيفية حصول ذلك، ما يعني أن عدد الشهداء الحقيقيين أكبر من ذلك بكثير
وأشارت المنظمة إلى أنه سُجّل أمس الجمعة اختفاء العشرات وسقوط العديد من الجرحى نتيجة استخدام الذخيرة الحية من قبل الجيش والعناصر الأمنية وفرق الموت (الشبيحة)، وسط نقص في المواد الأولية للمستشفيات في حماة وبعض المحافظات، ووجود قناصة يمنعون الناس من الاقتراب من المستشفيات
وقالت المنظمة إن النظام السوري "أثبت عبر دمويته أن الوعود بالإصلاح هي لذر الرماد في العيون، كما أثبت أن كل المحاولات الإعلامية لتسويق تغييره محكوم عليها بالفشل" حسب تعبيرها
وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف مارس أسفرت عن سقوط أكثر من ألفي قتيل بينهم أكثر من 1600 مدني، واعتقال أكثر من 12 ألفًا ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوق الإنسان.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 06/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com