خوفًا من التنكيل.. أهالي "حماة" يدفنون أبناءهم بالمتنزهات


وصف شهود عيان من أهالي مدينة حماة السورية المحاصرة مشاهد الترويع والتنكيل التي عاشتها المدينة على مدى الأيام الماضية خاصة مشهد المواطنين وهم يضطرون إلى دفن جثامين ذويهم في المتنزهات العامة بينما يموت الأطفال الرضع بسبب إصرار النظام الحاكم في سوريا على قطع الكهرباء عن البلدة.
وتناولت صحيفة الإندبندنت المشهد الذي حكى عنه سكّان من حماة حيث وصفوا حالة الخوف التي أحاطت بالمدينة منذ أن بدأت القوات الحكومية حملتها العمسرية الموسعة يوم الأحد الماضي.
ونقلت الصحيفة عن نشطاء في حقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 300 قتيل قد سقطوا جراء الهجوم على مدينة حماة والذي اشتمل على عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة بالإضافة إلى اقتحام الدبابات لمركز المدينة وإطلاق النار العشوائي على المدنيين الأبرياء، وفرار آلاف المواطنين من بيوتهم.
وقال شاهد عيان اضطر إلى الفرار لقرية تقع خارج حماة بعد ظهر أمس إن السكان كانوا مجبرين على دفن أقاربهم في المتنزهات لأنهم كانوا خائفين جدًا من الذهاب بالجثث إلى المقابر.
وأضاف الرجل، الذي لم يرد أن يتم الكشف عن اسمه: "هذا أمر حقيقي وشاهدته بعيني فهم يدفنون القتلى في متنزهات المدينة، لكن الروح المعنوية عالية جدًا وهناك ثقة في النصر وثقة في أن هؤلاء القتلى هم شهداء عند الله".
وروى مواطنون آخرون معاناتهم مع انقطاع الكهرباء والتجهيزات الأساسية على مدينة حماة، وهو ما اضطرهم إلى محاولة البحث عن أقل القليل من المتاع من أجل الاستعداد للصيام في شهر رمضان.
وقال مواطن سوري إن انقطاع الكهرباء عن اثنتين من المستشفيات الرئيسية في المدينة مع عدم الإبقاء على أي وقود يمكن الاستعانة به جعل العديد من الأطفال حديثي الولادة يموتون.
وشكا شاهد آخر من قيام قوات الأمن السورية بمنع محاولات إيصال الخبز إلى مدينة حماة من البلدات والقرى المجاورة.
وكانت إحصائية لقتلى جمعة "الله معنا" في مدينة حماة السورية قد أشارت إلى سقوط 58 قتيلاً، فيما سقط نحو 15 شخصًا آخرين في عدة مدن أخرى عمتها مظاهرات اليوم التي قمعتها قوات الأمن والجيش بعنف دموي.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن 58 شخصًا قتلوا في مدينة حماة اليوم بنيران الأمن السوري، حسبما أوردت فضائية العربية دون مزيد من التفاصيل.
ويقول نشطاء سوريون إن مدينة حماة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية بعد خمسة أيام من محاصرتها فيما بث التلفزيون الحكومي السوري صورا جديدة من داخل المدينة.
وأظهر التقرير الإخباري الذي بثه التلفزيون الرسمي طرقات المدينة مليئة بالركام وأطلال بنايات منهارة.
واتهم سكان من مدينة حماه وناشطون سوريون الجيش بقصف المدينة مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. وأوضح شهود عيان أن المدينة شهدت إطلاق نار وقصفا عنيفا في وقت مبكر من صباح الجمعة.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 06/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com