تقرير: الفلبين تنتهج إستراتيجية خطرة لإنهاء الصراع مع المسلمين


قالت مجموعة دولية للأبحاث يوم الأربعاء إن الفلبين تجرب استراتيجية مبتكرة لكنها محفوفة بالمخاطر لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يزيد على 40 عاما مع المسلمين الساعين للاستقلال في الجنوب.

جاء ذلك في تقرير جديد بعنوان "الفلبين.. استراتيجية جديدة للسلام في ميندناو" أعدته المجموعة الدولية لمعالجة الازمات المعنية بتحليل الصراعات ومقرها بروكسل. وحثت المجموعة الرئيس بنينو أكينو على أن يطمئن الساعين إلى الاستقلال  إلى أن الاصلاحات في حكومة الحكم الذاتي للمسلمين ليست بديلا لاجراء محادثات سلام.

وقال التقرير "الدليل الاكثر واقعية سيكون اقتراحهم المقابل الذي ينتظر تقديمه الى الجبهة الاسلامية لتحرير مورو خلال الشهر الجاري وفاء بالوعد."

ومن المقرر أن يعقد مفاوضون من مانيلا ومن أكبر جماعة انفصالية مسلمة جولة جديدة من المفاوضات بين 15 و17 أغسطس في كوالالمبور ويتوقع أن تطرح خلالها حكومة أكينو استراتيجيتها لانهاء الصراع.

واستضافت ماليزيا مفاوضات منذ عام 2010 لانهاء الصراع الذي قتل خلاله 120 ألف شخص وشرد مليونان وعرقل النمو والاستثمار في المناطق الجنوبية التي يعتقد أنها تضم كميات كبيرة من المعادن والنفط والغاز الطبيعي.

وفي اطار الاستراتيجية الجديدة أجلت مانيلا انتخابات اقليمية كان مقررا إجراؤها الاسبوع المقبل وأصدرت قانونا لتحديد شهر مايو عام 2013 موعدا للانتخابات لاتاحة الفرصة للحكومة لتنفيذ اصلاحات مالية في المنطقة المسلمة التي تتمتع بحكم ذاتي.

وفي الوقت نفسه بدأت الحكومة العمل مع جماعات المجتمع المدني أملا في أن تتمكن من المساعدة في دفع الجماعات المسلمة المتنافسة الى مسار واحد للتفاوض.

وقال تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "الاستراتيجية الجديدة محاولة على ما يبدو لضمان أن يكون أي اتفاق مستقبلا بخصوص أراضي وسلطات منطقة أوسع نطاقا تتمتع بالحكم الذاتي مشروعا وقابلا للتطبيق."

لكن زعماء المسلمين تساورهم شكوك بخصوص تأجيل الانتخابات الاقليمية وتنفيذ الاصلاحات ويقولون إن تلك الخطوات قد تكون محاولة "لاستباق نتائج المفاوضات

وقد سبق وتفجر الوضع بين الطرفين نتيجة لاتهام المسلمين الحكومة الفلبينية بدعم جماعات مسيحية مسلحة، فتفجر الوضع العسكري بين الجانبين عام (1970م)، وتأسست إثر ذلك الجبهة الوطنية لتحرير مورو عام (1972م) لتقود مواجهات مسلحة ضد النظام الفلبيني، غير أن هذه المواجهات لم تسفر عن انتصارات حاسمة لأي منهما. فبدأ منذ عام (1976م) إجراء سلسلة من مفاوضات السلام بين الحكومة وقادة الجبهة الوطنية بوساطة ليبية أسفرت في النهاية عن توقيع (اتفاقية طرابلس) التي تنص على منح المسلمين حكماً ذاتياً، إلا أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ نظراً لمماطلة الحكومة الفلبينية كما تتهمها بذلك الأقلية المسلمة، وسرعان ما عادت الأمور إلى التوتر وعادت معها العمليات المسلحة بين الجانبين.

وفي 20 أبريل 2005م أعلنت الحكومة الفلبينية وقادة مورو الإسلامية عن توصلهما إلى اتفاقية لإنهاء النزاع المستمر منذ 30 عامًا في مدينة "جورج تاون" الساحلية شمالي ماليزيا برعاية ماليزية، وانتهت تلك المفاوضات في 31 مايو 2005م بمدينة سلطان قدرات بجزيرة مينداناو دون توقيع إعلان أو اتفاق محدد، وأكد جميع الأطراف على قرب تحقيق السلام والعدل والحرية لمسلمي جنوب الفلبين.
إلا أن حكومة الفلبين مارست عادتَها في الانقلاب على نتائج المفاوضات السابقة، مستغلةً ورقة الإرهاب الدولي للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها رئيسة الفلبين، وقامت بنشر عدد كبير من قواتها العسكرية، مستخدمةً الطائرات الحربية في يوليو 2005 في المناطق الجبلية التابعة لبلديات داتو اودين وجندولونجان وتلايان وأوبي الجنوبية والشمالية؛ بدعوى ملاحقة عناصر من جماعة أبوسياف؛ ما أدى إلى هروب آلاف المدنيين المسلمين من أراضيهم، وما أدى أيضًا إلى إصابات وجرحى بين الطرفين

 وقد سبق أن وقعت الحكومة الفلبينية وأبرز مجموعة مسلمة في البلاد اتفاقًا فى فبراير 2011 على استئناف عملية السلام، وذلك خلال اجتماعهما الأول منذ سنتين في كوالالمبور.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 04/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com