الدبابات تقصف حماة لليلة الثالثة ومظاهرات تضامنية واسعة


قصفت الدبابات السورية مدينة حماة وسط سوريا بعد صلاة التراويح يوم الثلاثاء، لليلة الثالثة على التوالي من العملية العسكري التي يقوم بها الجيش بهدف سحق واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الأهالي، إن القصف تركز على أحياء الرباعي والحميدية في شرقي المدينة وعلى طريق حلب في الشمال وعلى منطقة البعث في شرقي المدينة. وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين بوسط المدينة عقب صلاة التراويح لإطلاق نار من جانب قوات الأسد.
لكن لم تتوفر على الفور أنباء بشأن سقوط ضحايا. وفي وقت سابق قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن خمسة مدنيين قتلوا الثلاثاء مع توغل الدبابات بصورة أكبر وسط المدينة التي يقطنها 700 ألف نسمة.
وكانت مظاهرات جرت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح في مدن سورية نصرة لمدينتي حماة ودير الزور واستخدم عناصر الأمن الرصاص الحي لتفريقها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي إن "أكثر من 40 ألف متظاهر خرجوا من عدة مساجد ومناطق في مدينة دير الزور رغم وجود الجيش على أطراف المدينة".
وأضاف أن "ثلاث مظاهرات انطلقت من حي الميدان في دمشق والتقت في منطقة أبو حبل قام الأمن بتفريقها بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي". وأشار إلى أن "عناصر الأمن قامت بلاحقة المتظاهرين الذين حاولوا الفرار إلى داخل الأحياء".
وتابع "كما خرجت مظاهرة لأول مرة في حي المهاجرين في دمشق شارك فيها نحو 800 متظاهر نصرة لحماة ودير الزور"، ولكن لم تظهر قوات الأمن خلال التظاهرة. وفي حي ركن الدين في العاصمة "خرجت مظاهرة صغيرة تصدى لها الأمن" لافتا إلى "أنباء عن اعتقالات في صفوف المشاركين".
وفي ريف دمشق" شهت مدينة دوما مظاهرة خرجت من 3 جوامع والتقت أمام الجامع الكبير شارك فيها آلاف المتظاهرين في حي القدم إلا أن عناصر الأمن فرقتهم بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع".
كما شهد ريف دمشق مظاهرات في "المعضمية حيث اقتحم رجال الأمن المدينة وأطلقوا النار، وكذلك في الكسوة وجديدة عرطوز ومضايا والزبداني رغم الحصار المفروض عليها، وكذلك في وقدسيا والتل وسقبا وحرستا نصرة لحماة وهاتفين بإسقاط النظام".
وأشار إلى "متظاهري حرستا حاولوا الوصول إلى عربين المحاصرة، إلا أن الأمن تصدى لهم وأطلق عليهم النار والقنابل المسيلة للدموع". ولم يؤكد ريحاوي سقوط إصابات في صفوف المتظاهرين.
وأضاف المصدر ذاته أن مظاهرات أخرى خرجت من مدن عدة "حيث خرج في حماة آلاف المتظاهرين رغم الحصار والتواجد الأمني الكثيف حي تم تفريقهم بالقوة وباستخدام الرصاص"، مضيفا إن "معظم الأحياء في مدينة حمص (وسط) خرجت للتظاهر لفك الحصار عن حماة هاتفة لسقوط النظام".
وفي اللاذقية (غرب) "خرجت ثلاث مظاهرات كان أضخمها في حي الرمل الجنوبي حيث شارك نحو 4 آلاف متظاهر كما خرجت مظاهرة في بانياس وجبلة (غرب) نصرة لحماة". وفي جنوب البلاد، "خرجت مظاهرة ضمت نحو 5 آلاف متظاهر في درعا البلد والمئات في درعا المحطة تهتف لنصرة حماة ودير الزور قابلها الأمن بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع. كما خرج نحو 5 آلاف متظاهر في داعل في ريف درعا" بحسب المصدر ذاته.
وفي ادلب (شمال غرب) "تظاهر نحو ألف شخص داخل المدينة خرجوا من مختلف الساجد قبل أن يتجمعوا في الساحة نصرة لحماة والمدن المحاصرة. ونادى المتظاهرون بالحرية كما خرج المئات في مدينة سراقب (ريف ادلب) تصدى لها الأمن بالرصاص" دون أن يشير الناشط إلى إصابات.
وفي شمال شرق البلاد، "خرج مئات المتظاهرين في حي غويران وفرقهم رجال الأمن بالقوة. وأصيب احد المتظاهرين بجروح". وفي القامشلي "أصيب متظاهر بجروح بعد أن تجمع أكثر من ألف متظاهر للمطالبة بإسقاط النظام وفك الحصار عن المدن المحاصرة". وفي الرقة (شمال) "خرج مئات المتظاهرين الذين تصدى لهم الأمن بالقوة والغاز المسيل للدموع".
وعلى صعيد حصيلة القمع في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 مارس "ارتفع إلى 1992 قتيلا من بينهم 1618 شهيدا مدنيا موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الإنسان و374 شهيدا من الجيش وقوى الأمن الداخلي". وأضاف إن هناك كذلك 3 آلاف مفقود ونحو 12 ألف معتقل.
وبالرغم من حملات القمع، استمرت الاحتجاجات التي قال المرصد إن قوات الأمن "قمعتها بالقوة مطلقة الرصاص الحي على المتظاهرين بالقرب من المساجد".
وتخشى السلطات من أن تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان، بعد أن دعا ناشطون عبر صفحة "الثورة السورية" على "فيسبوك" إلى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا: "موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الرد" مشيرين إلى أن "سوريا تنزف".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 03/08/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com