معارضون: أدلة على تورط "حزب الله" في قمع احتجاجات سوريا


اتهم معارضون سوريون بالقاهرة "حزب الله"- حليف نظام بشار الأسد- بالمشاركة في قمع الاحتجاجات بسوريا، مؤكدين أنه يدافع عن مصالح النظام الإيراني ويشارك في قمع الانتفاضة، ردًا على بيان أصدره الحزب نفى فيه الاتهامات بمساندة النظام السوري ووصفها بأنها "مجرد ادعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلاًً".
واعتبر معارضون وناشطون سوريون وتجمع لأبناء الجالية السورية بالقاهرة في بيان أن "حزب الله"، عاد إلى "الدجل والكذب مجددا" تجاه ما يحدث في سوريا، وهي ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الحزب الشيعي، مثل تلك الاتهامات، على ضوء علاقته الوثيقة بالنظام السوري.
وقال النائب السابق بالبرلمان السوري، منسق تجمع أبناء الجالية السورية بالقاهرة محمد مأمون الحمصي لصحيفة "الشرق الأوسط": "إنه للشهر الخامس على التوالي منذ انطلاق الثورة الشعبية السورية السلمية المباركة ضد الظلم والطغيان؛ ودماء الشعب السوري الطاهرة تسيل في شوارع المدن والمحافظات والقرى السورية، مع استخدام النظام السوري وعصاباته وحلفائه من الميليشيا المسماة "حزب الله"، كافة أنواع القمع والقتل والإرهاب ضد أبناء الشعب الأعزل في وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا سوى جرائم النازية والفاشية".
ويتهم معارضون سوريون "حزب الله" وإيران بالمشاركة في قمع الاحتجاجات، كما عمد متظاهرون في مدن سورية عدة إلى إحراق أعلام "حزب الله" وصور زعيمه حسن نصر الله، الذي كان يحظى حتى وقت قريب بشعبية كبيرة، على خلفية موقف حزبه من الأوضاع في بلدهم.
لكن "حزب الله" رد على تلك الاتهامات بأنها "تكرار لترويج الأخبار الكاذبة، ومحاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بسياسات دول الاستكبار".
وقال الحمصي إن بيان "حزب الله" ليس للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن النظام الإيراني "بسبب ارتباطه العضوي بها (إيران) لأنه إحدى أدواتها الاستراتيجية في المنطقة، ولأن سقوط نظام عصابة آل الأسد في سوريا يعني تراجع النفوذ الفارسي الصفوي في المنطقة إلى حدود إيران الحالية، وانحسار ثم تلاشي الدور المنوط بميليشيا حزب الله في لبنان الذي تحتله حاليا".
واتهم بيان المعارضين السوريين، "حزب الله" بأنه عاد "إلى الدجل والكذب مجددا تجاه ما يحدث في سوريا"، قائلا: "كيف سمعوا ما قلناه حول دورهم في المشاركة في قتل أبناء الشعب السوري ولم يسمعوا ما قاله الملايين في الشارع السوري في كل مدينة ومحافظة وقرية سوريا بأن الشعب يريد إسقاط النظام؟ وكيف لم يروا إحراق علمهم وصور حسن نصر الله ولم يسمعوا ما ردده الثوار السوريون حول جرائمهم".
وقال البيان "لم يصدر (البيان) لتغطية أو تبرير جرائمهم المفضوحة والموثقة بل أردوا القول بأن ما يحدث في سوريا شأن داخلي وأن كل هذه المجازر التي حدثت وتحدث لا يحق لأحد التدخل لوقفها وحماية المدنيين، رغم أنها ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.. وحتى لو كان ذلك التدخل من خلال شرعة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ونحن نعتبر هذه المواقف تماديا على السيادة الوطنية السورية ووقاحة بحق الشعب السوري وبحق الجمهورية العربية السورية".
وقال البيان: "ردنا ليس على هذه الميليشيا أو تلك العصابة لأنهم لا يفقهون لغة السياسة، بل نترك الرد الحتمي عليهم من جيشنا الوطني الباسل البطل، ونعتقد أن الجنود والضباط البواسل في لواء الضباط الأحرار الذي لقن العناصر الإجرامية للحرس الثوري الإيراني ومرتزقة حزب الله وعصابات آل الأسد في كل من درعا وحمص وجسر الشغور والبوكمال ودير الزور والقامشلي وبانياس وريف دمشق درسا لن ينسوه أبد الدهر والتاريخ".
وتابع قائلا: "لدى الضباط الأحرار وثائق وإثباتات تؤكد تصريحاتنا لوسائل الإعلام حول دورهم الإجرامي والإرهابي، ونعتقد أن وجود مستشارين أمنيين وعسكريين إيرانيين في دمشق وبعض المعسكرات إلى جانب توقيف شحنات من الأسلحة ومعدات ومواد القمع والإرهاب التي أرسلتها طهران واعترضتها السلطات المصرية والتركية، إلى جانب ضخ البترول وأكثر من ستة مليارات دولار في حسابات النظام السوري من قوت الشعب الإيراني المضطهد، وثائق وأدلة إضافية لدورهم في دعم ومساعدة نظام عصابة آل الأسد".
وقال الحمصي: "ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك أصبح من الواجب على القوى والتنظيمات التي ما زالت تسبح في الفلك الفارسي أن تعود إلى رشدها قبل فوات الأوان، بعدما تأكد لقادتها أن شعارات الصمود والتصدي ثم المقاومة والممانعة ما هي إلا مجرد شعارات زائفة".
وقتلت قوات الأمن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس، 1634 شخصا، واختفى 2918 على الأقل واعتقل 26 ألفا من بينهم عدد كبير تعرض للضرب والتعذيب بينهم 12617 لا يزالون معتقلين، بحسب جماعة "افاز العالمية".
في المقابل، تقول الحكومة السورية إن أكثر من 500 من قوات الجيش والأمن قتلوا. لكن ناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن الجنود الذين رفضوا فتح النار على المدنيين قتلوا بالرصاص. وأضافوا إن أفرادا من الجيش من المجندين وذوي الرتب الصغيرة ينشقون بأعداد كبيرة.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 31/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com