المتظاهرون يحتلون سطح مبني البورصة الإسرائيلية


في تصاعد لأزمة الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل‏,‏ احتل عشرات المحتجين أمس سطح مبني البورصة في تل أبيب للتعبير عن رفضهم لارتفاع أسعار الشقق‏.‏

وذلك بعد يوم من إعلان اتحاد العمال الإسرائيليين دعمهم الكامل للمظاهرات الشعبية التي تجتاح مختلف أنحاء إسرائيل مع توقع تصاعد الازمة غدا السبت مع نفاد المهلة التي منحها المحتجون للحكومة لتنفيذ مطلبهم بخفض اسعار المساكن.
وتأتي هذه الخطوة التصعيدية بعد ساعات من مشاركة العشرات من الشباب الإسرائيلي في مسيرة احتجاجية تجاه منزل رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو في حي رحافيا. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المحتجين قولهم إن نيتانياهو شأنه شأن العديد من المواطنين يمتلك شقة سكنية لا يقطن فيها وأن مثل هذه الظاهرة تؤدي إلي ارتفاع أسعار السكن.واعتبر ممثلو المتظاهرين ان الإجراءات التي اعلن عنها امس رئيس الوزراء للتعامل مع أزمة غلاء الشقق السكنية غير كافية وانهم يتوقعون تغييرا شاملا لسياسة الحكومة.
وكان نيتانياهو قد تعهد بإزالة العقبات البيروقراطية أمام بيع الأراضي وعمليات التخطيط للبناء. وقال إن الحكومة ستبدأ أيضا في بناء شقق للتأجير لفترات طويلة بأسعار مخفضة و ستبني عشرة آلاف عنبر لطلاب الجامعات والكليات.
وهو ما دفع صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلي تأكيد أنه للمرة الأولي يفقد رئيس الوزراء الاسرائيلي شعبيته منذ انتخابه ويجد نفسه في موقف دفاع علي نحو مفاجيء وسط احتجاج عشرات الآلاف من الإسرائيليين حيال اشتعال أسعار الاسكان. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أن قطاعا عريضا من الإسرائيليين ينحي باللائمة علي نيتانياهو لعدم بذله جهدا كافيا لمعالجة الفجوات الاجتماعية التي ظهرت في أعقاب تحول إسرائيل من الاقتصاد الاشتراكي إلي اقتصاد أكثر حرية ومجتمع رأسمالي. وأضافت أن نيتانياهو يدفع ثمن عدم تمتعه باحساس كاف بالنبض الاجتماعي ومن ثم بات من السهل إيلامه لعدم العناية بمعدل حاجة الفرد.
وأوضحت أن المشكلة ترجع أصلا إلي أن الأشخاص الذين يتقاضون مرتبات معقولة باتوا يشعرون أنهم يواجهون تحديات اقتصادية أكثر وسط إرتفاع الأسعار دون زيادة في المرتبات في المقابل, مؤكدا أنه علي الرغم من أن حجم الاقتصاد الاسرائيلي كبير إلا أن كافة قطاعات المجتمع الاسرائيلي لا تشترك في الشعور بأن هناك رخاء اقتصاديا.
وعلي صعيد متصل, انضمت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس إلي مسيرة نظمها اتحاد الأطباء الإسرائيليين التي انطلقت من منطقة رامات جام إلي القدس. ونسبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلي ليفني رئيسة حزب كاديما قولها إن الظروف الحالية في قطاع الرعاية الصحية لن تظل كما هي وسيكون لإسرائيل برنامج اجتماعي واقتصادي مختلف.
وبسؤالها عن سبب عدم اتخاذها إجراءات وقائية تحول دون وصول الأمور إلي هذا الحد عندما كانت هي وحزب كاديما في السلطة, ردت ليفني بأن هناك أشياء معينة لا تستطيع فعلها مالم تكن رئيس وزراء.
تجدر الإشارة إلي أن الأطباء الإسرائيليين كثفوا إضرابا مستمرا منذ ما يزيد علي أربعة أشهر للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل مما أشاع الشعور بالأزمة بين الطبقة الوسطي التي تتحمل عبء الضرائب الباهظة وتعزز نظام التجنيد.
ويوفر القانون الإسرائيلي رعاية صحية علي مستوي عالمي يتم تمويل معظمها من خلال رسوم يتم تحصيلها إجباريا من غالبية المواطنين. لكن النظام العام عاني من ضغوط في الميزانية في السنوات الأخيرة مما أدي إلي المطالبة بزيادة التمويل الذي تقدمه الدولة وهو ما رفضته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو خوفا من زيادة التضخم ومواجهة مزيد من الاضطرابات العمالية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 29/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com