قتال عنيف "جدًا" في مقديشو يدفع السكان للفرار


اندلع قتال كثيف الخميس في العاصمة الصومالية مقديشو حيث شنت القوات الحكومية مدعومة من قوات الاتحاد الإفريقي هجوما على معقل لحركة "الشباب المجاهدين"، ما أدى إلى سقوط إصابات بين عدد من المدنيين.
وقعت الاشتباكات غداة بدء برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة جسرا جويا طارئا لمساعدة العاصمة التي مزقتها الحرب لتوفير إمدادات للآلاف الذين تتهددهم المجاعة بسبب موجة الجفاف التي تضرب القرن الإفريقي.
وقال علي موسى رئيس خدمة سيارات الإسعاف في مقديشو "ثمة قتال كثيف هذا الصباح في مواقع عدة، ومازال من المبكر تحديد عدد الضحايا، غير أن بعض المدنيين أصيبوا في تبادل النيران".
واندلع القتال قرب سوق رئيس بالعاصمة ومناطق أخرى حيث تبادل الجانبان نيران الرشاشات الكثيفة ونيران المدفعية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال شهود إن قوات الاتحاد الإفريقي ودبابات عبرت طريقا كان بمثابة خط جبهة في الحرب مع مقاتلي حركة الشباب، حيث توغلت في منطقة سوق بكاد. ووصف أحد السكان القتال الدائر بأنه "عنيف جدا"، وقال مختار أحمد إن دبابات تابعة لقوات الاتحاد الإفريقي تنتشر بالمنطقة، وأضاف "القليلون الذين بقوا في المنطقة أخذوا الآن في الفرار منها".
والقتال هو الأحدث ضمن مسلسل الاشتباكات التي تقع من وقت لآخر بين الوات الحكومية المدعومة من قوات الاتحاد الإفريقي وحركة الشباب التي تسعى لإسقاط الحكومة المدعومة من جانب الغرب وطرد القوات الإفريقية في الصومال.
وتقول التقارير الواردة إن مقاتلي "الشباب المنضوين تحت فكر القاعدة أراض في العاصمة خلال الشهور الأخيرة حيث تنتزع القوات الموالية للحكومة وقوات الاتحاد الإفريقي موقعا رئيسيا بعد الآخر اثر قتال عنيف.
ويأتي هذا في الوقت الذي تضرب فيه الصومال موجة جفاف. ونصف عدد سكان الصومال الذين يقدر عددهم بعشرة ملايين نسمة في حاجة إلى العون بسبب تضررهم من العنف المستمر في البلاد والجفاف، ما حدا بالأمم المتحدة لإعلان خطر مجاعة في أول مرة هذا القرن.
وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" الخميس ببذل المزيد لاستيعاب آلاف اللاجئين الجدد في المخيمات الكينية. وأشارت إلى مخيم داداب الذي افتتح قبل عشرين عاما لاستيعاب 90 ألف نسمة، وصار به الآن 380 ألف لاجئ ليصبح "اكبر مخيم لاجئين في العالم" بحسب وكالات الإغاثة الإنسانية.
وقال مسئولون إن الأمم المتحدة تلقت قرابة مليار دولار كتعهدات خلال مؤتمر في روما الاثنين لمكافحة آثار الجفاف، غير أنه يلزم مليار آخر بنهاية العام للتعامل مع الوضع الطارئ.
وتعهد البنك الدولي الاثنين بأكثر من 500 مليون دولار يذهب القسم الأكبر منه نحو مشروعات طويلة الأمد لمساعدة مربي الماشية بينما سينفق 12 مليون دولار للمساعدات الفورية لأشد المتضررين من الأزمة.
ويضيف حجم الكارثة الهائل واندلاع القتال مجددا في بلد بين أضعف بلدان العالم المزيد من التحديات لعمليات إيصال المساعدات. وقد أُجبر البرنامج العالمي للغذاء على الانسحاب من جنوب الصومال في مطلع 2010 بعد أن حظرتهم حركة "الشباب المجاهدين" التي تسيطر على أجزاء واسعة من المنطقة.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 28/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com