إغلاق جامع "آمنة" في حلب لمنع التظاهرات برمضان


الخميس 28 يوليو 2011

 أغلقت السلطات السورية، جامع آمنة بنت وهب بمدينة حلب، الذي شهد مظاهرات في الأسابيع الأخيرة، في خطوة جاءت مع اقتراب شهر رمضان، وتصاعد الحملات الأمنية لاعتقال الناشطين في المظاهرات، وتزايد إجراءات الحد من التظاهر في المدينة الواقعة شمالي سوريا.
يأتي هذا ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات في الآونة الأخيرة في إطار ما يسمى بـ "أسبوع الحسم" قبل حلول شهر رمضان مع التوقعات بتصاعد حركة الاحتجاج والتظاهر خلال شهر رمضان لا سيما عقب صلاتي التراويح والفجر، إذ توعد الناشطون السوريون النظام السوري بأن يكون كل يوم في شهر رمضان يوم جمعة.
لكن مديرية أوقاف حلب نفت أن يكون إغلاق جامع آمنة بنت وهب سببه الخوف من المظاهرات، وقالت إن الإغلاق كان بهدف "تنفيذ أعمال صيانة تنتهي خلال الأيام القليلة القادمة".
ونقل موقع "عكس السير" الإلكتروني عن معاون مدير الأوقاف حلب الشيخ محمد عبد الله السيد، قوله إن "المسجد لم يغلق على الإطلاق، وإنما يخضع لعملية صيانة لن تتعدى أياما قلائل وذلك بغية تجهيزه لشهر رمضان المبارك".
وأكد السيد أن "المسجد سيكون جاهزا لاستقبال المصلين طيلة أيام الشهر الفضيل بما في ذلك صلاة التراويح"، نافيا أن تلجأ مديرية الأوقاف لإغلاق أي مسجد في حلب بحجة المظاهرات التي يمكن أن تشهدها.
غير أن أهالي الحي قالوا "إن إغلاق المسجد جاء نتيجة المظاهرات التي تنطلق بعيد صلاة الجمعة وإمكانية أن يتكرر ذلك خلال شهر رمضان وصلاة التراويح". وقال إمام مسجد آمنة، الشيخ عبد اللطيف الشامي في تصريح قبل أيام إن المسجد "أغلق منذ يوم السبت بقرار من مديرية الأوقاف في حلب".
ويتهم الناشطون في مدينة حلب إمام المسجد المذكور بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، لتسليم المتظاهرين، ويوم الجمعة الماضي المسماة بـ "جمعة أحفاد خالد" قالوا إنه تم إقفال الباب الخلفي للجامع بإيعاز من إمام الجامع، واحتجز المتظاهرون في الداخل، ليهجم عليهم عناصر الأمن والشبيحة بالضرب مستخدمين الهراوات والعصي والسكاكين.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن ناشطين في منتدى "شباب مستقبل سوريا" إن "شابا استشهد هناك بطعن السكاكين على يد الشبيحة"، كما تم اعتقال نحو مائة شاب. وكان ناشطون في المنتدى حذروا من اتخاذ جامع آمنة مكانا للتظاهر بسبب الوجود الأمني المكثف في محيط المسجد.
إلى ذلك، نفى وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ما تناقلته وسائل الإعلام عن انعقاد اجتماع في دمشق تم فيه "تدارس موضوع صلاة التراويح وانتهى بقرار بمنع صلاة التراويح في المساجد". وقال "كل ما نشر عن هذا الاجتماع عار عن الصحة، وأن هذا الاجتماع لم يحدث قط إلا في ذهن من فبركه".
وأكد خلال لقائه الأربعاء مع علماء الدين الإسلامي والأئمة والخطباء في محافظتي دمشق وريفها في جامع العثمان أن "المساجد في رمضان ستعمر بالقرآن الكريم والذكر والتهجد في ظلال واحة من الأمن والأمان والسكينة".
وأضاف "كل ما يتعلق بالعبادات والفرائض ليس خاضعا للنقاش، وأنه في رمضان المقبل وكما جرت العادة سيختم القرآن الكريم كاملا، وسيتم نقل صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت وتشجيع إقامة الدروس الفقهية ودروس التلاوة والسيرة النبوية في المساجد كافة".
وأشار إلى الدور "الكبير" للعلماء والأئمة والخطباء في سوريا في "العمل على وأد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتوعية المواطنين بأبعاد هذه المؤامرة"، لافتا إلى أن "علماء سوريا أكدوا حرمة التظاهر".
وقال إن "العلماء كانوا لهؤلاء المغرضين بالمرصاد وحصنوا البلاد والعباد ومنعوا التحريض وهدأوا النفوس ومنعوا انجرار البلاد إلى ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى عنه، ومنعوا من يريدون الإساءة للعلماء ولبيوت الله من تحقيق أهدافهم المشبوهة".
وفي هذا الإطار، حذر الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، رئيس الحلقات العلمية في الجامع الأموي، من "الحركات الهدامة التي تهدف لاجتثاث الإسلام قبل أي شيء آخر وهي الآن تفعل أي شيء بغية الوصول إلى أهدافها المشبوهة ولو عبر القتل واستباحة الحرمات وتخريب البلاد"، على حد قوله.
يذكر أنه منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا منتصف مارس قبل أكثر من أربعة اشهر تقول منظمات حقوق الإنسان السورية إن عدد القتلى تجاوز الألفي قتيل في أوساط المتظاهرين المدنيين، وعدد المعتقلين زاد عن 20 ألف معتقل، ومن مروا بتجربة الاعتقال أكثر من 70 ألف سوري.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 28/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com