"إسرائيل" تتطلع لإفساد العلاقة بين الجيش المصري والإخوان


الاربعاء 27 يوليو 2011

 لا تخفي "إسرائيل" مخاوفها من التطورات التي شهدتها مصر بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك، والذي كانت تعتبره ضمانة للحفاظ على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، ودرء أي تهديد يشكل خطرًا عليها، لكن مصدر الخوف الأكبر يأتي من إمكانية وصول الإسلاميين إلى السلطة، إذا ما أجريت انتخابات حرة ونزيهة في مصر، وهو ما يجعلها تعبر بشكل أو بآخر عن مخاوفها من التداعيات المحتملة لمثل هذا الأمر، وإثارة مزاعم يرى مراقبون أنها محاولة للتحريض ضد الإسلاميين.
وفي هذا الإطار جاء بحث أعده الخبير "الإسرائيلي"، الدكتور إفراييم كام، نائب المدير العام لمركز دراسات الأمن القومي بـ "إسرائيل"، والذي صدر تحت عنوان "الشرق الأوسط الجديد: عصر عدم اليقين"، والذي يستبعد فيه أن يقوم الجيش بتسليم السلطة إلى "الإخوان المسلمين"، بدعوى الخوف من قيام دولة دينية، على غرار إيران، في الوقت الذي أرسلت فيه الجماعة إشارات مطمئنة للداخل والخارج بأنه لا نية لديها للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة أو الهيمنة على البرلمان المقبل في انتخابات نوفمبر.
ويقدر الباحث أن "الإخوان لن يحرزوا في انتخابات حرة أكثرية لكنهم سيصبحون حزبًا كبيرًا لأنهم الجسم السياسي الأكثر تنظيمًا في مصر، ويملكون موارد مالية كبيرة، ويحظون بعدد واسع من الأنصار، ومن جملة أسباب ذلك اضطهاد النظام السابق لهم"، ويتوقع على ضوء ذلك إمكانية مشاركة الجماعة في حكومة تنشأ بعد الانتخابات، وإن لم تقدها، وفيما يقول إن الجيش لا ينوي منعهم من المشاركة في الانتخابات، إلا أنه لن يؤيد "دولة دينية"، ولهذا يبدو أنه سيعارض إنشاء نظام حكم بقيادة "الإخوان" إذا أصبحوا الحزب الأكبر"، كما يقول في تكهناته.
ولا يوجد ثمة ما يشير إلى توتر في العلاقة بين "الإخوان" والمجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد حتى بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وقد اختار المجلس أحد قيادات الجماعة، وهو النائب السابق صبحي صالح ضمن أعضاء لجنة التعديلات الدستورية التي أقرت في مارس، فيما تزعم القوى الليبرالية وجود "صفقة" بين الإخوان والمجلس، الأمر الذي نفاه كلا الطرفين بشدة.
ويستبعد الباحث "الإسرائيلي" أن ينشأ في مصر نظام كنظام إيران، لأنه "في مصر يتحدثون أكثر عن نظام يؤلف بين الهوية الإسلامية المعتدلة والحداثة، وفي حال توصل الإخوان إلى موقع ذي قرار في النظام القادم فإن الاحتمال ضعيف أن يقودوا مصر إلى الحرب مع إسرائيل أو أن يلغوا اتفاق كامب ديفيد، لكنهم قد يعرضوها على استفتاء شعبي كما اقترحوا، أن يُفرّغوها من المضمون قدر المستطاع وأن يتخذوا موقفًا يؤيد حركة حماس في قطاع غزة"، بحسب رأيه.
ولم يصدر عن "الإخوان" الذين عارضوا مرارًا موقف النظام السابق من "إسرائيل"، وخاصة خلال فترات التوتر والتصعيد ضد الفلسطينيين ما يشير إلى نيتهم إلغاء اتفاقية السلام مع "إسرائيل" التي أبدى المجلس العسكري احترامها وكذا كافة الاتفاقات الدولية، لكن إشارات مصدرها الجماعة لوحت بإمكانية إعادة النظر فيها مستقبلاً، على أن تخضع للنقاش داخل البرلمان ومن ثم تطرح للاستفتاء الشعبي.
وخلص الباحث "الإسرائيلي" إلى إن علاقات النظام القادم في مصر قد تتأثر بالولايات المتحدة باعتبارين: عدم الاستغناء عن المساعدة الاقتصادية، علمًا أن للجيش المصري علاقات وثيقة بالجيش الأمريكي، ومن المعقول، الافتراض أن الجيش المصري لن يضر بها، في حين أنه سيكون واضحًا لمصر أن استمرار المساعدات مرتبط بالمحافظة على علاقات السلام مع "إسرائيل" كما يقول.
أما الاعتبار الثاني الذي يشير إليه فإن هناك قسمًا كبيرًا من الشعب المصري لا يوالي الولايات المتحدة بسبب تأييدها لـ "إسرائيل" وغزوها للعراق، لكنه يتوقع في النهاية أن النظام القادم في مصر سيكون أقل صداقة للولايات المتحدة مما كان نظام مبارك، وستحتاج الإدارة الأمريكية إلى أنْ تبني من جديد بعض الصلات بينهما، وقد بدأت تعمل في هذا الاتجاه، على حد تعبير الباحث "الإسرائيلي".





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 27/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com