أعلن رئيس شركة الغاز الوطنية الإيرانية جواد أوجي أن إيران تعتزم تصدير 20- 25 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً إلى سورية.
ونقلت وكالة أنباء “مهر” شبه الرسمية الإيرانية عن أوجي قوله إن اتفاقية ثلاثية ستوقع بين إيران والعراق وسورية، لتصدير الغاز الإيراني بحجم 110 ملايين متر مكعب عبر أنابيب بطول 5600 كيلومتر.
وأشارت الوكالة إلى أن تكاليف المشروع المسمى بـ”مشروع الغاز الإسلامي” تبلغ 10مليارات دولار، وتستغرق مدة إنجازه من 3 إلى 5 سنوات. ومن المحتمل أن تشارك في مده شركات أجنبية ومن بينها روسية.
يذكر أن المباحثات بين الدول المعنية بالمشروع، كانت قد بدأت منذ العام 2009، ووقعت كل من إيران وسورية في بداية هذا العام اتفاقا أوليا لمد خط أنابيب نقل الغاز، وشكلت لجنة ثلاثية للقيام بالدراسات اللازمة وإعداد الاقتراحات الخاصة بالمشروع.
وذكرت وكالة سانا أن توقيع اتفاقية نقل الغاز الإيراني يتم اليوم في منطقة عسلوية جنوب إيران، التي يزورها لهذه الغاية وزير النفط والثروة المعدنية السوري المهندس سفيان علاو ووزيرا النفط الإيراني محمد علي أبادي والعراقي عبد الكريم لعيبي.
تجدر الإشارة إلى أن إنتاج إيران من الغاز الطبيعي يصل إلى 600 مليون متر مكعب يوميا، يصدر منه 37 مليونا، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج بعد اكتمال المرحلة الـ24 لتطوير حقل بارس الجنوبي للغاز، ليصل إلى 1.2 مليار متر مكعب، فيما يزداد التصدير بعد ذلك ليقرب من ربع مليار متر مكعب يوميا.
ويعد العراق الشريك التجاري الأول لسوريا، حيث يبلغ التبادل التجاري بينهما حدود 3 مليارات دولار سنويا . من جهة أخرى، تتوطد العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومن المنتظر أن يصل اليوم الاثنين وفد وزاري سوري برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار وبعضوية عدد من المسؤولين ورجال الأعمال السوريين إلى بغداد للمشاركة في أعمال اللجنة الو اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين.
دعم إيراني لنظام الأسد لمواجهة الثورة:
ويبدو أن صفقة الغاز الإيراني لنظام بشار الأسد في سوريا، تأتي في سياق الدعم الذي تقدمه طهران لحليفها في سوريا لمواجهة الاحتجاجات التي تعصف ببلاده منذ منتصف مارس الماضي، والتي تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد.
وذكرت تقارير صحافية فرنسية، في وقت سابق هذا الشهر، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي يؤيد تقديم مساعدة قيمتها 5.8 مليار دولار لسورية لدعم اقتصادها.
ونقلت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية الاقتصادية في عددها الصادر اليوم الجمعة عن تقرير لمركز أبحاث إيراني مرتبط بالقيادة الإيرانية أن الصعوبات التي تواجهها سوريا دفعت القيادة الإيرانية إلى دراسة تقديم مساعدة مالية بقيمة 5.8 مليار دولار تشمل قرضا لمدة ثلاثة أشهر بقيمة 1,5 مليار دولار يتم توفيره فورا.
وأضافت الصحيفة أن خامنئي وافق على فكرة المساعدة التي عرضت في تقرير سري لمركز الأبحاث الاستراتيجية المرتبط بالقيادة الإيرانية.
وأشارت "ليزيكو" أيضًا إلى أن إيران قد ترسل أيضا 290 ألف برميل من النفط يوميا إلى سوريا خلال الشهر المقبل وتساعد على تعزيز إجراءات مراقبة الحدود لمنع السوريين من الفرار إلى لبنان وبحوزتهم أموال.
وفي مايو الماضي، أماطت صحيفة "السياسة" الكويتية اللثام عن طبيعة الدعم الإيراني المقدم لقمع التظاهرات السلمية في سوريا ومدى ازدياده وتوسعه في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ مع اتساع رقعة التظاهرات التي باتت تؤرق النظام الإيراني من احتمال فقدان الحليف الأساسي لها في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن النظام السوري يؤمن لإيران الحرية الكاملة في نقل الاسلحة إلى "حزب الله" بشكل يمكن طهران من تحريك هذه الجماعة وفق مصالحها في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية قولها: "المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أعطى موافقته على تزويد النظام السوري بكافة الوسائل المطلوبة لقمع المتظاهرين".
وأضافت المصادر: "حسينية السيدة رقية في قلب العاصمة السورية تحوّل إلى مركز إدارة وتخطيط للعمليات الإيرانية في سوريا من أجل قمع التظاهرات، حيث تمّ اختيار هذا المسجد كقاعدة إيرانية وليس السفارة الإيرانية أو المركز الثقافي الإيراني في دمشق بهدف الابتعاد عن الأضواء وتوفير حرية عمل وحركة الكوادر الإيرانية داخل سوريا".
وذكرت المصادر أن الطاقم الإيراني الذي يعمل في حسينية السيدة رقية يضم ما يقارب عشرة ضباط إيرانيين كبار ويترأسهم قائدان بارزان من "الحرس الثوري"، هما محمد حجازي قائد "فيلق ثار الله" وعبد الله راغي قائد "فيلق رسول الله"، وهذان الفيلقان لعبا دورًا مركزيًا في قمع التظاهرات التي اندلعت في ايران بعد الانتخابات الرئاسية العام 2009".
ورأت الصحيفة أن الشعب السوري لن يدخر جهدًا لبتر أذرع الأخطبوط الإيراني الذي يعيث فسادًا في قلب سوريا وسحق رأس هذا الأخطبوط الذي لا يتوانى عن استغلال أماكن دينية شيعيّة داخل سوريا وتحويلها إلى ورشة لقتل وترويع المواطنين السوريين.