أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأربعاء، أن 54% من حزب اليمين الحاكم في فرنسا يؤيد نائبة رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن بين في تشبيهها لصلاة المسلمين في الشوارع خارج المساجد بأنه يشبه الاحتلال الالماني خلال الحرب العالمية الثانية.
لكن الاستطلاع الذي أعده معهد "ايفوب" ونشرته صحيفة "فرانس سوار" الأربعاء، أظهر أن أغلبية الفرنسيين (61%) رفضوا ما قالته لوبن حول مسلمي فرنسا الذين يصلون في الشارع بسبب النقص في المساجد، مقابل 39% أيدوا قولها.
وكان أنصار اليسار هم الأغلبية في رفض هذه الأقوال (82% مقابل 18%)، بالمقابل رفض 46% من انصار الحزب الحاكم، "الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني" بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي، ما قالته لوبن وأقره 54%، أما في "حزب الجبهة الوطنية" فكانت الموافقة شبه إجماعية (98%). وأجرى الاستطلاع للرأي يومي 13 و14 ديسمبر لدى شريحة من 970 شخصا، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان هذا التشبيه قد ورد في كلمة ألقتها مارين لوبين يوم الجمعة الماضي خلال تجمع خطابي في مدينة ليون بوسط فرنسا، وأمام سمع وبصر ما يقرب من 3.4 مليون مشاهد تابعوا تصريحاتها عبر التلفزيون.
وعلى الرغم مما أثارها تصريحها من رود فعل منددة على نطاق واسع، لكنها دافعت عن نفسها ورفضت الاثنين أي تلميح إلى أنها ارتكبت حماقة، وقالت في مؤتمر صحفي إنها صرحت بما يسره الجميع في أنفسهم وقالت "تعليقاتي لم تكن مطلقا حماقة لكنها تحليلات مدروسة بشكل كامل.
وأثارت تصريحات مارين لوبين -ابنة ونائبة رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف- تنديد جمعيات إسلامية فرنسية وأحزاب سياسية وصحف محلية كبرى.
ووصف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد الموساوي التصريحات بأنها غير مسئولة، ورأى في بيان أنها "تسيء إلى كرامة المسلمين وذاكرة أجدادهم الذين ضحوا بحياتهم لضمان بقاء فرنسا ومبادئ جمهوريتنا".
فينا أعلن رئيس الحركة من أجل مناهضة العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب مولود عونيت عزمه رفع دعوى قضائية ضد مارين لوبين بتهمة "التحريض على الكراهية والحقد الديني"، موضحا أن "الشكوى ستقدم هذا الأسبوع لإحدى المحاكم المحلية".