إندبندنت: الناتو يكرر أخطاء حرب أفغانستان في ليبيا


نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم أن الضربات الجوية أصبحت الوسيلة الأساسية للغرب للسيطرة على الشرق الأوسط وجنوب آسيا بدون الحاجة لانتشار جنود على الأرض، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي الى حصيلة من القتلى تسفر عن مخاطر سياسية.
وقد استعملت المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة القوة الجوية فقط لشن حربها في ليبيا خلال الأربعة أشهر الماضية، كما تقوم الولايات المتحدة بتصعيد هجماتها الجوية في اليمن، حيث ستبدأ وكالة الاستخبارات المركزية في استخدام طائرات "البريداتور" بلا طيار الى جانب الجيش الأمريكي، وتواصل هجماتها في شمال غرب افغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى في العراق، حيث من المفترض أن الولايات المتحدة ستنهي التزامها العسكري، قامت بشن هجمات مفاجئة بالقنابل على مدينة العمارة التي تقع في جنوب العراق الأسبوع الماضي مما أصاب السكان بالصدمة.
وقالت الصحيفة البريطانية: "استعمال القوة الجوية كشرطي استعماري في المنطقة له تاريخ طويل ودموي، وقد أثبت فشله في العديد من الحالات على المدى الطويل، فطيار الناتو الذي قام بقصف عين زارة جنوب طرابلس في بداية هذا الشهر لم يكن يعلم بالتأكيد بأن هذا الهجوم يأتي بعد 100 عام بالضبط تقريبًا من القاء طائرة ايطالية لقنبلتين صغيرتين على نفس الهدف عام 1911".
وأضافت الصحيفة: "كثيرًا ما تبالغ القوات الجوية في أهمية ما تقوم به من أعمال، وهي دائمًا أقل دقة مما تدعي وتعتمد فعاليتهم على المعلومات الاستخبارية التكتيكية، ويكون القصف أكثر فعالية كأداة فتاكة ضد المدنيين وكعقوبة جماعية، أما ضد الجنود الذين يتم تدربهم بشكل جيد، مثل ميليشيا حزب الله، فهو أقل فعالية بكثير".
وفيما يخص حرب ليبيا قالت "ذي اندبندنت": "حلف ناتو عندما بدأ القصف، كان الهدف منه هو منع دبابات القذافي من التقدم على الطريق من أجدابيا إلى بنغازي معقل الثوار، وكانت الضربات فعالة، لكن الهدف تغير بسرعة ليصبح حربا مفتوحة النهاية للإطاحة بالقذافي قدم الناتو خلالها الدعم الجوي لميليشيا الثوار".
وأشارت الصحيفة إلى أن عنصرًا أساسيًا في قدرة القذافي على الصمود في مساحة لا بأس بها من غربي ليبيا كان الانشقاقات القليلة حتى الآن في القبائل الرئيسة التي تحالفت مع النظام، والواقع أن الناتو المنقسم انضم إلى طرف واحد في الحرب الأهلية الليبية، كما فعل في وقت سابق في أفغانستان، وكما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 24/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com