منظمات الإغاثة في الصومال تضطر للتعاون مع حركة الشباب


 أقدمت العديد من المؤسسات والهيئات المعنية بإيصال المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المواطنين الصوماليين المنكوبين الذين يعانون من الجوع القاتل بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد على التعامل مع جماعات إسلامية مسلحة بسبب قدراتها التنظيمية في الوصول إلى المتضررين الحقيقيين من أبناء الشعب الصومالي.
وذكرت "CNN" أن أسوأ مجاعة تهدد الصومال منذ جيل كامل ويتعرض لها أكثر من عشرة مليون شخص تتركز في المناطق التي تقع تحت سيطرة حركة الشباب الإسلامية التي ترددت مزاعم غربية عن صلتها بتنظيم القاعدة والتي تناضل من أجل إقامة نظام حكم إسلامي في الصومال.
وكانت حركة الشباب في السابق ترفض السماح لوكالات الإغاثة بالعمل والتحرك داخل المناطق التي تسيطر عليهت، أو تفرض شروطًا صعبة على هذه المنظمات، وفي عام 2009 منعت الحركة  العديد من منظمات المساعدة الخارجية من تقديم المساعدات في جنوب الصومال بسبب أنها تضم بين صفوفها جواسيس غربيين.
وفي ينايرعام 2010، طالبت حركة الشباب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بسحب طاقمه، ولكن بعد التطورات الأخيرة بدأت الحركة تسمح للمنظمات الإنسانية وهيئات المساعدة بالعودة من جديد إلى هذه المناطق.
وشهد الأسبوع الماضي قيام صندوق مساعدة الأطفال التابع للأمم المتّحدة، يونيسيف، بتجهيز مساعدات طارئة وإرسالها إلى بلدة بيدوة التي تقع تحت سيطرة حركة الشباب وذلك لأول مرة منذ عامين.
وقال ديفيد أور الناطق بلسان برنامج الغذاء العالمي إن هناك مفاوضات جارية لأخذ ضمانات من حركة الشباب الإسلامية لعدم وقوع أية أعمال تهدد نشاط موظفي الإغاثة قبل أن يمارسوا مهامهم في جنوب الصومال.
وأضاف أور: "نحن نستعد بالتأكيد لدخول جنوب الصومال لكننا ننظر الضمانات الأمنية ونريد أن نعرف القواعد الإجرائية التي ستسمح لنا بالدخول وتلسيم كميات كبيرة من المساعدات الغذائية ومراقبة وصولها إلى مستخقيها".
وأشار مراقبون إلى أن دور حركة الشباب الإسلامية في تسهيل أعمال المنظمات الإغاثية في جنوب الصومال لتفادي وضوع الكارثة الإنسانية يجعل من الصعوبة بمكان على الولايات المتحدة أن تواصل استهدافها لقيادات الحركة، خاصة عبر الغارات التي تشنها طائرات بدون طيار.
وتتخوف بعض المنظمات غير الحكومية من أن تستغل حركة الشباب سيطرتها على الأوضاع في الوصول إلى المساعدات الغذائية من أجل تحقيق مكاسب خاصة بها وتعزيز مكانتها بين صفوف المواطنين الذين هم في أمس الحاجة لتسلم تلك المساعدات الإغاثية.
جمعيات كويتية تقدم مساعدات عاجلة للمتضررين
إلى ذلك أعلنت هيئات خيرية عربية نيتها في تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين بالجفاف في الصومال، حيث شرعت جمعية الإصلاح الكويتية في إرسال معونات إنسانية تبرّع بها الشعب الكويتي، وهي عبارة عن كميات من الأرز والدقيق والتمر والزيت.
وجاءت هذه المساعدات في وقت حرج تتفاقم فيه الأزمات والمشاكل في الصومال بسبب المجاعة والقحط اللذين ضربا المناطق الجنوبية والوسطى من الصومال.
ولايزال آلاف النازحين الفارين من المجاعة يتدفقون كل يوم إلى العاصمة، قاطعين مسافات طويلة من الأميال سيرًا على الأقدام بحثاً عن ما يسدون به رمقهم.
ويقول فهد محمد الشامري، رئيس قطاع آسيا وافريقيا لجمعية الإصلاح في الكويت: "هذه المساعدات ألتي وزّعها مكتب جمعية الإصلاح في الصومال جاءت كمرحلة أولية من سلسلة مساعدات أخرى في طريقها إلى الصومال".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 21/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com