أعلن الثوار الليبيون الاثنين، أنهم تمكنوا من طرد معظم ميليشيات الزعيم معمر القذافي من بلدة البريقة النفطية، بعد معارك ضارية في أكبر هجوم في شرقي ليبيا منذ أسابيع، لكن شوارع البلدة مليئة بالألغام الأرضية، مما يجعل من الصعب تأمين المنطقة بالكامل.
وقال شمس الدين عبد المولى، المتحدث باسم الثوار، إن قوات المعارضة طوقت البريقة، وأضاف لوكالة "رويترز" عبر الهاتف: "تراجع الجزء الرئيسي (لقوات القذافي) إلى راس لانوف... علمت أنهم لديهم بعض الشاحنات رباعية الدفع مزودة بأسلحة آلية تنتشر بين راس لانوف وبشر".
وأكد أن الثوار الذين يحاولون السيطرة على البريقة تعوقهم الألغام الأرضية التي نشرتها قوات القذافي في شتى أنحاء البلدة وفي ضواحيها الصحراوية وعند المنشآت النفطية الرئيسية بالبلدة وهي مرفأ تصدير النفط الرئيسي ويوجد بها مصفاة مصنع كيماويات.
وخاص الثوار معارك شوارع مع كتائب القذافي بالبريقة، في أكبر هجوم بشرقي ليبيا منذ أسابيع أصيب فيها 127 من مقاتلي المعارضة، وفق ما أبلغ عبد الرحمن بوسيم المسئول بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي فضائية "العربية" في وقت سابق.
ومع محاولتهم التقدم مدفوعين بالاعتراف الدولي بمجلسهم السياسي السبت على الجبهة الشرقية للسيطرة على البريقة، مني الثوار بخسارة فادحة في الأرواح. وأعلن مصدر طبي مقتل تسعة ثوار في البريقة السبت، فيما وصفت بأنها أفدح خسارة يمنى بها الثوار الليبيون خلال يوم واحد منذ شنوا هجومهم لاستعادة هذه المدينة النفطية الاستراتيجية من أيدي قوات القذافي.
ولم يعلق مسئولون ليبيون في طرابلس على القتال في البريقة، ويرى محللون أن الهجوم على البريقة التي بها ميناء نفطي استراتيجي قد يمثل انطلاقة جديدة للثوار باتجاه الغرب عقب أسابيع من التوقف.
وتشكل البريقة رهانا ماليا كبيرا، ذلك أن السيطرة على هذا الميناء النفطي المهم جنوب شرق خليج سرت، وهو حاليا بين أيدي قوات العقيد القذافي، قد يحسن كثيرا الوضع المالي للمثوار ويوفر لهم المحروقات أيضا.
وكانت الدول الأعضاء في مجموعة الاتصال حول ليبيا التي عقدت اجتماعا في اسطنبول الجمعة اعترفت بشكل كامل بالمجلس الوطني الانتقالي، ما سيمكنها من مده بالمساعدة المالية التي يطلبها.
في غضون ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن طائراته الحربية قصفت مستودعا عسكريا في تاجوراء بشرق طرابلس. وقال الحلف إن الموقع يضم دبابات وحاملات جنود مدرعة.