انتقد الرئيس المصري حسني مبارك الأحد التجاوزات من جانب عدد من المرشحين ومندوبيهم أثناء انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) التى جرت يومي 28 نوفمبر و5 ديسمبر.
واعتبر مبارك في خطاب ألقاه أمام الهيئة البرلمانية للحزب "الوطني" الحاكم، أن ما قام به البعض من استخدام للمال والعنف والترغيب في استمالة الناخبين تجاوزات لا تقبل، وتعكس صورة سلبية، مدينا تلك السلوكيات، ومشيدا باللجنة العليا للانتخابات التى قال إنها تعاملت بشكل حيادى وملتزم ومتوازن.
مع ذلك قال مبارك إن "الانتخابات علي أى حال قد تمت بما يتفق مع صحيح القانون"، فيما يبدو قطعًا للطريق على المطالبين بحل البرلمان في ظل الأجواء التي جرت فيها الانتخابات، والتي تقول المعارضة إنها قد تلقي بظللالها على انتخابات الرئاسة المقررة في العام المقبل وتهددها بالبطلان.
ووصف مبارك وهو رئيس للحزب "الوطني" الحاكم، الذي هيمن على معظم المقاعد في الانتخابات التشريعية الأخيرة، الانتخابات المثيرة للجدل بأنها "تجربة جديدة على الحياة السياسية المصرية بما كشفته من ايجابيات وسلبيات"، وفق ما أورد موقع التلفزيون المصري على الإنترنت.
واعتبر أن الأغلبية التي حازها الحزب "الوطني"، لم تكن وليدة الصدفة، لكنها جاءت نتيجة جهد وعمل الحزب على تحقيق ما وعد به، و لا يزال أمامه مرحلة هامة لتنفيذ البرنامج الانتخابي على المستوى القومى وعلى مستوى المحليات والدوائر.
وانسحبت جماعة "الإخوان المسلمين"، أبرز قوة معارضة في مصر، وحزب "الوفد" الليبرالي، أكبر أحزاب المعارضة المصرية من السباق الانتخابي بين الدورتين، بعدما نددا بعمليات تزوير واسعة تخللت العملية الانتخابية وأعمال عنف.
تظاهرة تنديدًا بنتائج الانتخابات:
وتزامن خطاب مبارك مع تظاهرة شارك فيها حوالي 500 من مختلف الكتل السياسية المعارضة في مصر أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة الأحد تنديدا بنتائج انتخابات مجلس الشعب.
وأكد المتظاهرون، من حزب "الوفد" و"جماعة الإخوان" وحركة "كفاية" وحزبي "الكرامة" و"الناصري"، رفضهم لنتائج الانتخابات التي شابها التزوير، على حد تعبيرهم. ورددوا هتافات (باطل .. باطل .. مجلس الشعب)، و(يسقط .. يسقط.. مجلس الشعب)، كما رفعوا لافتات كتب عليها (انتخابات مجلس الشعب باطلة)، و(وفديون ضد التوريث).
وفرض الأمن طوقا أمنيا كبيرا حول المتظاهرين حيث سمح للجميع بالمشاركة، وبعضهم شارك في الانتخابات وخسروا في جولة الإعادة الثانية مثل مصطفي بكري وضياء رشوان، ومرشحي جماعة "الإخوان المسلمين".
ورفع المتظاهرون الذين وقعت مناوشات خفيفة بينهم وبين قوات مكافحة الشغب لافتات كتب عليها شعار المظاهرة "باطل"، وقد تسببت المظاهرة في غلق شارع 26 يوليو وهو من أهم شوارع العاصمة.