تحليل: الرئيس اليمني مصاب بالشلل الكامل


أثار ظهور الرئيس اليمني المصاب علي عبد الله صالح مساء الخميس على شاشة التلفزيون الحكومي اليمني-  صوتًا وصورة- لأول مرة منذ إصابته في محاولة الاغتيال التي استهدفته وكبار مسئولي الدولة في الثالث من يونيو الماضي، جدلاً واسعًا بين مناصري ومعارضي النظام، للحالة البائسة التي ظهر فيها والتي تثير الشفقة، والتي اعتبروها "مهينة" لهم وغير أخلاقية أن تبث على شاشة التلفزيون بهذا الشكل المهين الذي يسيء للبلد ولشعبه.
وذكرت صحيفة "القدس العربي" الصادرة السبت، أنه بالرغم من أن مناصري صالح ابتهجوا كثيرا بظهوره تلفزيونيا وعبروا عن ذلك بإطلاق الرصاص الكثيف والألعاب النارية، التي ذهب ضحيتها نحو 11 قتيلا وأكثر من 200 جريح في العديد من المدن اليمنية، خلال الليلة التي بثت فيها كلمة صالح، لكنها قالت إن العديد منهم قالوا إنهم تفاجئوا بظهور صورة رئيسهم بهذا الشكل، الذي يعتبر مهينا لقيادة الدولة وللشعب اليمني عموما.
ونسبت الصحيفة إلى محللين – لم تكشف عن هويتهم – أن الصورة التي ظهر بها الرئيس اليمني الذي يعالج بأحد مستشفيات الرياض تثبت بأنه مشلول بالكامل ما عدا لسانه وعقله، لظهوره بكامل قواه العقلية وقدرته على الكلام بطلاقة.
وأضافوا إن الصورة أظهرت أنه مقعد على الكرسي ربما لشلل في قدميه، ومحروق الوجه والأذنين والرأس الذي ظهر مغطى بشكل كامل مع الأذنين ولا يستطيع تحريكه، كما أن يده اليسرى بدت وكأنها مقطوعة من الكتف أو على الأقل مشلولة، فيما اليد اليمني بدت وكأنها قطعة خشبية مغطاة بالجبس.
فيما شوهد صدر صالح منتفخا لوجود بعض الأدوات المساعدة على التنفس تحت الثوب التقليدي الذي يلبسه، كما أن عيني صالح كانتا غير طبيعيتين، شديدتي البياض وحركتهما أقرب إلى حركة عيون العميان، وفق ما أوردت الصحيفة.
ورفض القيادي الناصري المعارض محمد الصبري التعليق حول ظهور صالح، لكنه اعتبر إطلالته بهذا الشكل إهانة للرئيس صالح وللبلد عموما أيضا، وقال إن "هذه الصورة المفزعة لصالح تعتبر عملا إعلاميا واستخباراتيا رخيصا، غير مسبوق في تاريخ السياسة والصراعات السياسية"، في إشارة إلى "نظرية المؤامرة" التي حيكت ضد صالح عبر إخراجه بهذا الشكل المهين.
وتباينت القراءات السياسية للظهور الأول للرئيس اليمني منذ نقله إلى السعودية عقب الهجوم الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي، حيث رأته أوساط ظهورا سلبيا، فيما اعتبرته أوساط أخرى إيجابيا، وكل له مبرراته لدعم موقفه حيال ذلك.
ويرى الفريق الأول أن سلبية ظهوره تتركز حول الشكل المهين الذي ظهر به وكذا حول توقيت بث الخطاب الذي صادف ذكرى الانتصار في حرب صيف 1994 وهو يوم مشئوم لليمنيين الجنوبيين، بالإضافة إلى لغة الخطاب الذي لم يتضمن أي منطق استعطافي متسامح أو أي خارطة طريق لتسليم السلطة، بل تضمن تهديدا ووعيدا من خلال تكرار مصطلحه السابق "سنواجه التحدي بالتحدي" وأنه لن يقبل بـ "ليّ الذراع" من أجل التنازل عن السلطة، وهو ما قد يسهم في تعقيد الوضع السياسي اليمني.
فيما يرى الفريق الآخر أن إيجابية الظهور طمأنة الشارع اليمني عن الوضع الصحي للرئيس صالح وتبديد الشائعات حول وفاته، "وهذا شيء مهم من أجل رفع معنويات مؤيديه ومناصريه وتعزيز الموقف التفاوضي لأبنائه وأفراد عائلته الذي يطالبون بنصيب الأسد من كعكة السلطة في المرحلة القادمة".
وكان الجمعة شهد مظاهرات حاشدة من قبل المؤيدين لصالح ومن قبل الطرف المناهض لنظامه، حيث خرج أتباع صالح في العاصمة صنعاء في جمعة أطلقوا عليها "جمعة الحمد والشكر على سلامة صالح". فيما خرج معارضوه في 17 مدينة يمنية في جمعة سموها "جمعة الرفض للوصاية الخارجية".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com