خبراء روس: الناتو يشجع إنتاج وتجارة المخدرات في أفغانستان


اتهم خبراء روس، حلف شمال الأطلسي "ناتو" بالتشجيع على إنتاج وتجارة المخدرات في أفغانستان، متوقعين أن يحقق محصول الأفيون في أفغانستان هذا العام أرقاماً قياسية.
ويرى هؤلاء الخبراء أن أبرز أسباب فشل الخطط الدولية لمكافحة المخدرات الأفغانية هو السياسة غير الفعالة لمكافحة المخدرات التي يتبعها حلف الناتو. مشيرين في هذا الصدد إلى أن عقيدة الحلف التي تمّت المصادقة عليها في لشبونة العام الماضي لا تنص على أي إجراءات محددة لمكافحة تهريب المخدرات.

ويقول فيكتور ستياش، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في روسيا، إن تقاعس الناتو عن مكافحة المخدرات الأفعانية يتمثل في إلقاء المسؤولية الأساسية والدور الرئيسي في تصفية مزارع الأفيون على عاتق الحكومة الافغانية.
من جانبه، حذر فكتور إيفانوف، رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية لمكافحة المخدرات، من استمرار تهريب هذه المادة من أفغانستان وتأثيراتها المحتملة على الاستقرار العالمي، ومن تمكين منظمات الجريمة والجماعات المسلحة من توسيع نشاطها.
جاء ذلك خلال اللقاء العاشر لمجلس هيئات مكافحة "الإرهاب" التابع لمنظمة الأمن الجماعي الذي انعقد في يرفان، حيث دعا إيفانوف إلى تشكيل فريق خبراء مشترك يضم ممثلين عن المجلس التابع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بهدف تحديد إجراءات جديدة لمكافحة انتشار المخدرات.
وكشف المسؤول الروسي عن أن حجم مبيعات المخدرات الأفغانية خلال السنوات العشر الماضية بلغ أكثر من تريليون دولار، كما أعرب عن قناعته بأن محصول الأفيون في أفغانستان هذا العام سيحقق أرقاماً قياسية.
جدير بالذكر أن معدلات إنتاج المخدرات في أفغانستان كانت قد هبطت بشكل غير مسبوق وذلك باعتراف الأمم المتحدة خلال الفترة التي تمكنت فيها حركة طالبان من السيطرة على مقاليد الحكم.
وتدعو روسيا المجتمع الدولي إلى وضع قواعد قانونية تنظم عملية مكافحة المخدرات ومساعدة حكومة أفغانستان في القضاء على إنتاج المخدرات، ما يتطلب تشكيل تحالف دولي يقوم بتنسيق التحرك من خلال الأمم المتحدة.
وترتكز إستراتيجية روسيا في هذا المجال على قطع طرق نقل المخدرات والتصدي لعمليات التهريب، وتدمير مزارع المخدرات في أفغانستان، إضافة لتوفير فرص عمل للمواطنين الأفغان.
ويؤكد بيوتر جينشيروف، الباحث المتخصص في الشؤون الأفغانية، أن مكافحة مخاطر تجارة المخدرات وإنقاذ روسيا منها لا يمكن أن تحقق نتائج جادة اذا اعتمدت موسكو على جهود قوات الناتو في أفغانستان، مشيراً إلى أن واشنطن ترفض القيام بعمليات تدمير حقول خشخاش الأفيون في أفغانستان، استناداً لقناعة البيت الأبيض بأن تدمير هذه الحقول يعطي نتائج عكسية، ويحرم المزارعين الأفغان من دخولهم ما يدفعهم للانضمام إلى صفوف حركة طالبان.
وتعتقد موسكو أن المجتمع الدولي لا يتعامل بجدية مع أزمة المخدرات الأفغانية، وأن إتلاف إنتاج المخدرات الأفغاني إجراء غير فعال، بل يؤدي إلى نتائج سلبية، حيث يزداد إنتاج المخدرات الأفغانية، التي بلغ حجم مبيعاتها في روسيا 75 طن سنوياً، ووصل إلى 85 طناً في أوروبا.
ويقدر حجم إنتاج الهيروين في أفغانستان بأكثر من 1000 طن سنوياً، فيما تجاوز إنتاج الحشيش 3000 طن، ويقدر حجم إنتاج الأفيون الأفغاني بحوالى 3600 طن، ما يشكل أكثر من 75% من الإنتاج العالمي.
ويتسبب انتشار المخدرات في وفاة مليون شخص على مدار السنوات العشر الأخيرة من المدمنين. ويحتل كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا المرتبتين الأولى والثانية في العالم في حجم استهلاك الأفيون، كما يدخل الى الاتحاد الأوروبي وإلى روسيا 711 و549 طناً من الأفيون على التوالي.
وبات إنتاج المخدرات في أفغانستان مشكلة دولية تهدد روسيا وأوروبا وكندا والولايات المتحدة، ما يتطلب تعاوناً مكثفاً بين الدول المتضررة والمنظمات الدولية في مكافحة هذا الخطر وتبعاته.
ومازالت أفغانستان المنتج والمصدر الأول للحشيش والهيروين والماريغوانا والأفيون، ما يشكل تهديداً حقيقياً على أمن روسيا.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 08/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com