أثار خبر استقالة الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الاستياء بين جموع الداعمين للهيئة برئاسة الدكتور واصل؛ حيث إن الظروف غير العادية التي أحاطت بالاستقالة هي التي أدت إلى ذلك الاستياء وهو ما اعتبروه أياد مغرضة وإشاعات غير صحيحة تهدف إلى شق صف الهيئة قبيل اعتزامها عقد مؤتمر حاشد بالقاهرة في التاسع من يوليو الجاري.
وكان دكتور نصر فريد واصل قد أعلن استقالته من الهيئة لما وصفه في نص بيانه بأنه "خروج للهيئة عن أهدافها المشروعة التي قامت من أجلها والتي على أساسها قبلت الإشراف فى عضويتها وتأسيسها لخدمة العمل الاجتماعي الرشيد والخيري لصالح الوطن والمواطنين جميعاً بما يتوافق مع عقيدتي العلمية والثقافية والأزهر الشريف ومؤسساته الشرعية والعلمية، التى أنتسب إليها فى القول والعمل على هدى الكتاب والسنة".
وقد صرح أحد مسئولي الهيئة بأن هناك أياد خفية تثير الشقاق بين الدكتور نصر فريد واصل وبين الهيئة الشرعية لأغراض شخصية عززتها أخبار مغرضة نشرت في صحيفة معروف عنها توجهاتها المعادية للإسلاميين وتهدف إلى شق صفوفهم من أجل عدم استحواذ الإسلاميين على أي وجود ملموس في الحياة السياسية المصرية بعد الثورة.
وصرح المصدر الذي رفض نشر اسمه بأنه قد تم عقد لقاء بين الدكتور نصر فريد واصل وبين أعضاء من الهيئة الشرعية من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وإزالة أية حالات من سوء الفهم وتصحيح أية أخبار مغرضة تكون قد وصلت بصورة خاطئة إلى الدكتور واصل، فيما أكد المصدر أن هناك أطرافًا من داخل مؤسسة الأزهر نفسها تهدف إلى عدم التقارب بين رموز من الأزهر وبين الهيئة الشرعية بحجة أن الهيئة تمهد لسيطرة "وهابية سلفية على مؤسسة الأزهر الشريف" على حد زعمهم.
وكان الدكتور محمد يسري، أمين عام الهيئة، قد كذب ما نقلته صحيفة "المصري اليوم" من أن الهيئة تهاجم الأزهر الشريف أو هاجمت الطرق الصوفية وأعلن عن اعتزام الهيئة مقاضاة كاتب الخبر في الصحيفة، وأكد أن الهيئة هي "هيئة إسلامية مستقلة تعمل على جمع الكلمة ووحدة الصف ولا تناوئ مؤسسة الأزهر ولكن تكمل دورها، وامتنعت الهيئة عن العمل السياسي أو تكوين أحزاب، وأن الهيئة تحرص على إيجاد علاقة طيبة بين جميع الجهات والمؤسسات والأفراد الذين يعملون لدين الله تبارك وتعالى"، وأضاف في بيان مصور نشر على موقع الهيئة أنها "غير محسوبة على تيار إسلامي بعينه، ولكنها جهة إسلامية وسطية مستقلة لا تعمل لحساب أحد أو جهة أو تحاول أن تكون مناوئة لجهة أو لأخرى".