يواصل الثوار الليبيون لليوم التالي ضد القوات الموالية للزعيم معمر القذافي، بعد أن استولوا الأربعاء على منطقة غوالش في الصحراء، على بعد نحو 50 كلم من طرابلس.
وكان الثوار الليبيون أعلنوا عن بدء هجوم في وقت مبكر صباح الأربعاء على قوات القذافي، المتمركزة على بعد 50 كلم جنوبي طرابلس، وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار في قرية غوالش بين الجانبين، وبعد ست ساعات من المواجهات بين الجانبين استطاع الثوار انتزاع السيطرة على القرية.
وهاجم الثوار قوات النظام في سهول جنوب غرب العاصمة. وتعتبر المنطقة التي استهدفها هجوم الثوار استراتيجية لأنها تضم مدينة الغريان الحامية، وهي معقل للقوات الموالية للنظام في جبال نفوسة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد قادة الثوار في الزنتان الأربعاء قوله: "كنا ننتظر قبل شن هذا الهجوم، لقد حصلنا أخيرا على الضوء الأخضر من قبل الحلف الأطلسي هذا الصباح وقد بدأ الهجوم".
وأفاد مراسل الوكالة أن معارك عنيفة وقعت جرى خلالها تبادل نيران المدفعية وقذائف الهاون مع القوات الحكومية في محيط غوالش. وأضاف إنه خلال المعارك التي سمحت للثوار بصد قوات معمر القذافي، اسر الثوار الليبيون عددا من المرتزقة قالوا إنهم أتوا من غانا ومالي.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن متحدث باسم الثوار، أن الثوار جنوبي طرابلس تقدموا إلى نحو 80 كيلومترا من العاصمة الليبية ويخوضون مواجهات ضد قوات القذافي للسيطرة على بلدة بئر الغنم. وبعد انسحابهم من محيط سهول بلدة بئر الغنم، تعهد المتحدث باسم الثوار العقيد احمد عمر باني السبت الماضي بأن قواته ستحاول قريبا دفع خط الجبهة شمالا.
ويأتي الهجوم الأخير بعدما أعلنت فرنسا وقف إلقاء أسلحة من الجو للثوار، لأنهم أصبحوا أكثر تنظيما ويمكنهم تسليح أنفسهم، وجاء هذا الهجوم بالتنسيق مع الضربات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي الهادفة غلى ضرب خط الدفاع الأول لقوات القذافي.
وسيطر الثوار في الأسبوع الماضي على العديد من الجبهات، في إطار الانتفاضة الرامية لإسقاط نظام حكم العقيد معمر القذافي، حيث سيطروا الاثنين الماضي على قاعدة "واو الناموس" العسكرية ومطار "اللغويغ" العسكري في جنوب غربي البلاد.
ويواجه نظام العقيد معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 1969 ضغوطا غير مسبوقة كي يتخلى عن السلطة من قبل المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه ومن قبل حملة جوية يشنها حلف شمال الأطلسي.