لرمزيتها التاريخية.. حقوقي: اقتحام "حماة" سيشعل سوريا


حذر رئيس "المرصد السوري لحقوق الإنسان" من مغبة اقتحام الجيش السوري لمدينة حماة وسط سوريا، التي يحاصرها الجيش منذ عدة أيام، بعد مظاهرة الجمعة التي وصفت بالأضخم منذ انطلاق الاحتجاجات في منتصف مارس، مشددًا على رمزية المدينة.
وذكّر رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء بـ "المجزرة الدموية" التي تعرضت لها حماة في ثمانينات القرن الماضي، وجعلت لها رمزية تاريخية حين قمع الرئيس الراحل حافظ الأسد انتفاضة لـ "الإخوان المسلمين" ما أسفر عن سقوط 30 ألف قتيل.
ورجح على ضوء ذلك عدم تعرضها للاقتحام، معربًا عن اعتقاده بأن السلطات السورية ستفكر كثيرًا قبل إقدام الجيش على اقتحام حماة من غير أن يستبعد إمكانية اقتحامها من قبل قوات الأمن، لكنه حذر من أن المدينة "خط أحمر" وأن جَرحها من شأنه إشعال سوريا.
وقال إن على السلطات السورية "أن تكون حذرة قبل إقحام قوات الجيش السوري ودباباته في حماة لعدة أسباب، من أهمها أن المظاهرة الشعبية الضخمة التي خرجت في المدينة يوم الجمعة الماضي كانت سلمية مائة بالمائة ولم تُسال نقط دم واحدة فيها، كما لم تُهاجم المقار الحكومية، فكيف ستبرر هذه السلطات أمام الداعمين لها من المجتمع الدولي إقحام الجيش لقمع مظاهرة سلمية".
وتابع: "كذلك إن رمزية حماة والمجزرة الدموية التي حصلت فيها في الثمانينات من القرن الماضي تجعل السلطات السورية تفكر كثيرًا قبل اتخاذ هكذا قرار، ولكن يمكن أن تقتحم حماة من قبل قوات الأمن وحفظ النظام وليس إقحام الجيش في محاولة لتقليل الخسائر البشرية"، حسب توقعه.
وكانت حماة على بعد 210 كلم شمالي دمشق، شهدت الجمعة الماضية تظاهرة ضخمة مناهضة للنظام، جاءت بعد شهر من قتل 60 محتجا على الأقل بالمدينة في واحد من أدمى أيام الانتفاضة ضد الأسد، وقام الجيش إثر ذلك بإرسال دبابات لمحاصرتها، بينما تقوم القوات بحملة مداهمات وإطلاق النار داخل المدينة.
وأكّد "المرصد السوري"، أن قوات الأمن اعتقلت عشرات الأشخاص في حماة خلال اليومين الماضيين وقتلت ما لا يقل عن 23 شخصًا خلال الأربعة وعشرين ساعة.
وقام مئات الشبان بسد الطرق المؤدية إلى الأحياء السكنية الرئيسية في حماة بحاويات للقمامة والأخشاب والألواح المعدنية في محاولة لمنع تقدم محتمل للقوات، وذكر شهود أن السكان كانوا يكبرون من الشرفات وأسطح المنازل.
وحول رد فعل أهالي المدينة إذا تم اقتحمها، قال رئيس المرصد السوري الذي يتخذ من لندن مقرًا له: "بالنسبة لرد فعل الأهالي كان واضحًا من خلال آلاف الشبان الأبطال الذين أقاموا المتاريس في شوارع المدينة وأقسموا على التصدي للدبابات إن دخلت بصدورهم العارية وسلمية تظاهرتهم".
وحذر عبد الرحمن من خروج التظاهرات عن سلميتها في حال اقتحام حماة، وقال إن "التظاهرات السلمية هي الطريق الأفضل لنقل سوريا إلى دولة ديمقراطية، وإذا خرجنا عن السلمية سوف نقدّم خدمة تاريخية للنظام يحلم بها من أجل تبرير القتل والقمع خصوصًا أمام المجتمع الدولي، ولكن نحن على ثقة كاملة بأبناء الشعب السوري الذي سيصنع المعجزات بسلمية ثورته، وسوف تشرق شمس الحرية والديمقراطية في سورية شاء من شاء وأبى من أبى".
ومدينة حماة التي يوجد بها 800 ألف نسمة وتقع على بعد 210 كلم شمال دمشق تعتبر منذ 1982 رمزا تاريخيا بعد قمع انتفاضة لجماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في سوريا ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد ما أسفر آنذاك عن سقوط 30 ألف قتيل.





كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 07/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com