حرب عصابات ضد قوات القذافي بطرابلس


كشفت تقارير صحفية بريطانية عن "حرب عصابات سرية" يشنها الثوار الليبيون، وعلى نحو متزايد في العاصمة طرابلس، التي تمثل المعقل الأهم لنظام العقيد معمر القذافي، والذي لا يزال يخضع لسيطرته حتى بعد مضي نحو خمسة أشهر من اندلاع الثورة الشعبية.
وقالت صحيفة "ديلي تيلجراف" الخميس نقلاً عن سكان بطرابلس، إن هناك تصاعدًا في الهجمات من السيارات وإطلاق نار على نقاط التفتيش الأمنية، متحدثين عن معارك متكررة بمجرد حلول الظلام، بالرغم من إصرار الحكومة التي تحارب الثوار على ثلاث جبهات شرق وجنوب العاصمة أن الوضع هادئ في معقل الولاء الثابت للقذافي.
وأضافت إن "طرابلس في النهار موالية فعلاً لنظام القذافي، لكن خلال الليل يمكن سماع إطلاق نار متكرر أكثر من أصوات القنابل التي تلقيها طائرات منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، لكن قوات القذافي تقول إن المواطنين الموالين يطلقون النار في الهواء احتفالاً، بحسب وكالة يونايتد برس انترناشيونال".
وأشارت أن ضاحية سوق الجمعة تختلف عن الضواحي الغنية في طرابلس، حيث تغيب صور القذافي عن معظم المحال التجارية فيها وتظهر على جدرانها عبارات تحدي على أساس منتظم، لكن سكانها يخشون التحدث علنًا بسبب انتشار الشرطة السرية والمخبرين في كل مكان، باستثناء الموالين للقذافي والذين لقروا أن نسبة المعارضة تصل إلى 30% في العاصمة، في حين قدّرتها مصادر أخرى بنحو 50%.
ونقلت الصحيفة عن شاب مؤيد للقذافي قوله "إن قوات المعارضة تشن هجمات على حواجز الشرطة والأمن من السيارات، وهذه الهجمات تقع كل ليلة تقريبًا وقُتل في الهجوم الأخير أربعة من عناصر الأمن تم إخلاء جثثهم على عجل ونقل المصابين بجروح إلى المستشفيات".
وقال أحد أصحاب المحال التجارية في سوق الجمعة "بعد غروب الشمس، لا يغادر الناس مساكنهم لأن الوضع يصبح خطيرًا جدًا، وحتى حفلات الزواج تنتهي عادة في وقت أقصاه الثامنة مساءً بعد أن كانت تستمر إلى ساعات متأخرة من قبل".
وذكرت الصحيفة أن العنف لم يجعل الناس ينقلبون ضد الثوار، لكن صعوبة الأوضاع المالية عززت بدلاً من ذلك الاستياء من نظام القذافي في طرابلس، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بصورة خيالية، وانتشرت طوابير الانتظار، ومنعت المصارف زبائنها من سحب ما يعادل نحو 750 جنيهًا إسترلينيًا من حساباتهم في الشهر، مما قوّض الاتفاق الضمني بين القذافي وعدد كبير من شعبه القائم على مبادلة الأمن المالي بالحريات الديمقراطية



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 07/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com