عُمان تبدأ محاكمة خلية "استهداف الحكم"


بدأت سلطنة عُمان محاكمة خلية التجسس التي كان هدفها نظام الحكم بالسلطنة، في وقت الذى استقبلت فيه مسقط اليوم أول زيارة رسمية إماراتية قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بعد انفراج أزمة العلاقات فيما وصفت بالأزمة الصامتة.
و جاء ذلك بعد أربعة أشهر من تاريخ المصالحة التي قادها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ووصل ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الأربعاء إلى العاصمة العمانية مسقط.
وتأتي الزيارة بعد أشهر من إخماد شعلة نار كانت في بدايتها، أثرت على  العلاقات بين أبوظبي ومسقط، لشهرين حتى قام أمير الكويت بالوساطة للمصالحة بين الشقيقتين في الثالث من مارس الماضي
واشتعلت الأزمة بعد أن أعلنت عُمان كشفها لخلية تجسس إماراتية، كان هدفها قلب نظام الحكم وبض المؤسسات الأمنية العمانية وفق ما صرح به مسئول أمني عماني، لوكالة أنباء بلاده يناير الماضي.
وقد أفادت مصادر مطلعة أنه تمت محاكمة عدد من المتهمين بالتواطؤ مع الخلية، المنشقة عن البلاط السلطاني. وهو الأمر الذي شكل انفراجا في الأزمة ما بين الإمارات وسلطنة عمان.
وتبع الإعلان الرسمي العماني إعلان رسمي إماراتي ينفي ما أعلنته سلطنة عُمان عن الكشف عن خلية أمنية قيل إنها كانت تتولى مهمة التجسس على السلطنة لصالحها، مبدية أبوظبي "استعدادها الكامل للتعاون في أي تحقيقات تقوم بها بمنتهى الشفافية."
وذكر البيان الإماراتي الذي وصف بيان مسقط بالصادم والمدهش أن أبوظبي تستغرب أن يزج باسمها في مثل هذه الأنباء التي تتنافى مع قيم وقواعد "تعامل دولة الإمارات مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة سلطنة عمان".
وأعلن البيان أن الإمارات "تعلن استعدادها الكامل للتعاون مع سلطنة عمان في أي تحقيقات تقوم بها بمنتهى الشفافية" كما تعلن استعدادها لوضع كافة الإمكانات والمعلومات التي تساعد على خدمة تلك التحقيقات والوصول إلى كافة الملابسات والأبعاد المتصلة بها وكشف الجهات التي حاولت الإضرار بتلك العلاقات والإساءة إليها.
وفي ظل تأكيدات أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرص على ما يجمع بينها وبين سلطنة عمان من وشائج الأخوة وعلاقات التعاون مؤكدة "أن أمن واستقرار سلطنة عمان هو من أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة."
وكشفت عدد من التقارير الإعلامية إبان الكشف عن الخلية، نقلا عن مسئولين أمنيين ودبلوماسيين عمانيين، أن الخلية التي أرجعتها مسقط لأبوظبي، أن من بين أذرعها التنفيذيين مسئولين عُمانيين مقربين من البلاط السلطان من بينهم عدد من كبار الضباط المجاورين لمقعد السلطان قابوس بن سعيد.
و تأتى زيارة محمد بن زايد اليوم بصورته الانفرادية لتشكل منحى جيدا بالنسبة للدول الخليجية، التي تعول على تكاتفها "التعاوني" حلا وجسرا للعبور نحو دلالات مستقبلية شكلتها أحداث الواقع.
و البعض من العمانيين لا يحبذون تواجد محمد بن زايد بسلطنتهم، خصوصا وأن أوساط عدة كانت ترجع له مسئولية خلية التجسس الاستخباراتية التي نفت الإمارات علاقتها بها، معتبرين أنه كان وراء أزمة إغلاق منفذ "البريمي" في العام 2008 بين أبوظبي ومسقط.
تلك الأزمة التي انتهت بحكمة وقيادة من أمير الكويت، تعد هي الأولى في التاريخ الخليجي الذي تعلن فيه دولة خليجية عن كشف أطماع دولة خليجية أخرى، مما نوقع له العديد من المحللين انسحابا عمانيا من كتلة الخليج وعلاقات دبلوماسية محدودة من طرفها.
إلا أن التطبع الخليجي؛ واحد في كافة الكتل السياسية التي غالبا ما تحيط خلافاتها بسرية تامة تعطي بعدا مؤثرا في مدى العقلانية في حل المشاكل والأزمات التي تقع بين دول المجلس المقبل على التوسع.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 07/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com