تحذير من اختراق "إسرائيلي" لاتصالات الغرب مع "الإخوان" والسلفيين


الاربعاء 06 يوليو 2011
 

 طالب كاتب مصري بضرورة حضور ممثلين عن الدبلوماسية المصرية الحوارات التي دعت الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لإجرائها مع "الإخوان المسلمين" وحزب "النور" السلفي، مبررًا ذلك بالخوف من إمكانية حدوث اختراق "إسرائيلي" لهذه الاتصالات.
ويمثل الحوار بين الأمريكيين والأوروبيين والإسلاميين في مصر خطوة تعكس الثقل السياسي المتنامي لهم، كأحد أهم التطورات على المشهد السياسي في مصر بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك، بعد أن برهنوا على شعبيتهم خاصة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس.
غير أن الكاتب سلامة أحمد سلامة حذر في مقال نشرته صحيفة "الشروق" الأربعاء من هذا الانفتاح، قائلاً إن "ثمة خطورة كامنة في هذه الاتصالات، إذا تجاوز الانفتاح الأمريكي والأوروبي حدود الندية والتكافؤ في العلاقات. ودخلت إسرائيل من الأبواب الخلفية، من فوق أكتاف الدبلوماسيين الأمريكيين.. وهو ما يحتم حضورا دبلوماسيا مصريا في كل هذه الاتصالات".
وبينما كان الدبلوماسيون الأمريكيون في السابق يتعاملون فقط مع مجموعة أعضاء لدورهم كبرلمانيين وهي السياسة التي استمرت حتى عام 2006 فإنهم سيتعاملون الآن مباشرة مع كوادر أقل مستوى في جماعة "الإخوان"، بعد أن وجدت واشنطن نفسها مضطرة للتعامل بشكل مباشر معها، نظرا لنفوذها بعد ثورة 25 يناير.
لكن توقيت الإعلان عن إجراء هذه الاتصالات التي قابلها "الإخوان" بالترحيب من أجل "توضيح الرؤى ولكن لا تكون ولا تقوم على التدخل في الأمور الداخلية للبلاد" أثار تساؤلات خاصة وأنها تأتي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر، في ظل توقعات بأن يكون "الإخوان" الفائز الأكبر فيها.
وتابع سلامة قائلاً: "ليس من الواضح لماذا اختارت واشنطن هذا التوقيت بالذات، وفى لحظة فارقة على أبواب انتخابات برلمانية ورئاسية في مصر، لإعلان رغبتها في التواصل مع جماعة الإخوان. ولا نظن أن ثمة تغييرا جذريا في سياسة أمريكا تجاه إسرائيل في قضية السلام هو السبب في رغبتها في إجراء حوار مع الإخوان بسبب العلاقة الوثيقة بين الجماعة وحماس في غزة".
واستبعد الكاتب أن ينجح أي من الطرفين في إحداث تغيير في مواقف كليهما عبر هذه الاتصالات، إلى حد رأى معه أنه "سوف يكون من العبث أن يعتقد أحدهم بقدرة حزب "الحرية والعدالة" – المنبثق عن "الإخوان"- على إحداث التغيير المطلوب في التوجهات الأمريكية، أو يعتقد الأمريكيون بقدرتهم على تغيير مواقف الإخوان من الديمقراطية ومن حقوق المرأة والأقليات والالتزام بالتعهدات الدولية".
واستدرك قائلا: "فالأرجح أن أي تغيير في الجماعة ومواقفها لن يتم إلا من خلال التفاعلات الداخلية والفكرية بين صفوفها، بين الأجيال القديمة والأجيال الحديثة. أو من خلال تفاعلها مع التقدم الذي طرأ من خلال تنوير الشعب المصري بعد 25 يناير. وانتشار ربيع الديمقراطية بتأييد أو بدون تأييد من الإخوان".
يشار إلى أنه كان هناك في الثمانينات اتصالات علانية بين دبلوماسيون أمريكيين كانوا يزورون مقر الجماعة بالقاهرة للالتقاء بأعضاء بينهم المرشد العام لـ "الإخوان"، وفقا لنص كلمة ألقاها في مايو 2008 فرانسيس ريتشاردوني السفير الأمريكي الأسبق لدى مصر الذي يتولى الآن منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا.
وتؤيد جماعة "الإخوان" إقامة دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، لكنها واجهت حملة انتقادات من جانب التيار العلماني ووسائل الإعلام التي تركز على تصريحات يعتبرها المراقبون محاولة لتخويف المصرين، خاصة تلك المتعلقة بالحديث عن "دولة إسلامية" أو "حكومة إسلامية"، لكنها تقول إن مثل هذه التصريحات أخرجت من سياقها.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 06/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com