(( قــاعـدة المشقــة تجلــــب التيســـــير ))


المشقة تجلب التيسير.

دليلها، قول الله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ قال: وبنوا على هذا جميع رخص السفر، والتخفيف في العبادات والمعاملات وغيرها، نعم. هذه قاعدة عظيمة.

أولا: ما المراد بالمشقة؟
المشقة المرادة هنا هي المشقة غير المعتادة، التي تخرج عن معتاد الناس، ولا يستطيعون تحملها على الدوام، هذه هو المراد بقوله هنا المشقة.
أما المشقة المعتادة التي تعود المكلف على تحملها، فهذه لا تضر، ولا يرتب عليها حكم.
معروف، الصلاة فيها مشقة، والصيام فيه مشقة، ومناسك الحج فيها مشقة، لكن هذه مشقة معتادة، أما المشقات التي تطرأ على المكلف، ويصعب عليه على الدوام، نعتبره قيدا هذا، يصعب عليه على الدوام أن يتحملها، فهذه المشقة يناسبها التيسير.
هذا معنى المشقة تجلب التيسير. هذه لها نظائر أو لها فروع كثيرة، منها المريض إذا لم يستطع أن يصلي قائما صلى وهو قاعد، إذا استطاع أن يصلي وهو واقف ويركع، ولكن ما يستطيع أن يسجد، يصلي قائما، ويركع ويومئ بالسجود، المشقة تجلب التيسير.
ومنها أن الشريعة الإسلامية أجازت نضح بول الغلام، الذي لم يأكل الطعام، من باب المشقة، يكثر يعني حمل الأطفال، فلو قيل مثلا بوجوب الغسل، لوقع الناس بالحرج، إن إذن نضح بول الغلام، الذي لم يطعم الطعام، من باب قاعدة..
طبعا فيه دليله، لكن ينطبق عليه قاعدة: المشقة تجلب التيسير، خذ الذي ما عليه دليل: قيء الغلام الرضيع، ما أكثر ما يقيء الغلام على أمه، وعلى ثيابها، لا يحكم بهذه الحال بنجاسته؛ لأن المشقة تجلب التيسير.
هذا بالنسبة للعبادات المعاملات، مثلا كون العاقلة تحمل الدية في قتل الخطأ، كون العاقلة تحمل الدية في باب قتل الخطأ، هذا من أي باب؟ هذا من باب: المشقة تجلب اليسير؛ لأن القاتل الذي قتل خطأ، ما تعمد القتل، وقع في مشقة عظيمة، فجلبت له الشريعة السمحة التيسير، فصارت الدية على العاقلة.
هذا والله أعلم وصلى وسلم على محمد صلى الله عليه وسلم


كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 08/12/2010
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com