القوات السورية تقتل مواطنيْن في ضاحية للاجئين بدمشق


قتلت قوات الأمن السورية بالرصاص محتجين اثنين الأحد وأصيب آخرون أثناء تفريق مظاهرة بالحجر الأسود إحدى ضواحي دمشق كان يطالب المشاركون فيها الرئيس بشار الأسد، بحسب مصادر متطابقة.
ونقلت وكالة "رويتر" عبر الهاتف عن أحد سكان تلك الضاحية الفقيرة التي يقطنها آلاف اللاجئين من مرتفعات الجولان السورية المحتلة قوله: "كانت مظاهرة ليلية عادية عندما أطلق وابل من الرصاص. جرح كثيرون أيضا". وأضاف: "كان الأمر مفاجئا للجميع لأن تلك كانت أول مرة يطلق فيها الأمن النار على مظاهرة ليلية في الحجر الأسود".
بموازاة ذلك، انسحبت دبابات الجيش السوري من مداخل مدينة حماة بعد وقت قصير من انتشارها، وذلك بعد يومين من احتجاجات وصفت بأنها الأضخم من نوعها بالمدينة ضد الرئيس بشار الأسد منذ تفجر انتفاضة قبل ثلاثة أشهر.
وأضاف شهود إن دبابات وعربات مدرعة اتجهت شمالا بعد الاقتراب من المدينة التي يقطنها 650 ألف شخص، وقالوا إن عشرات الأشخاص اعتقلوا في وقت سابق في الأحياء الواقعة على أطراف حماة وشوهدت دوريات الشرطة السرية في المدينة. وقال أحد سكان حماة إن "النظام يستخدم أساليب التخويف ولكن سكان حماة لن يرضخوا"
وخف الوجود الأمني في حماة منذ أن قتلت قوات الأمن 60 محتجا على الأقل في المدينة قبل شهر في واحد من أدمى أيام الانتفاضة ضد الأسد.
وقال شهود إن أعداد المتظاهرين تزايدت منذ ذلك الوقت مع تجمع 150 ألف شخص على الأقل في احد الميادين الرئيسية الجمعة في تجمع حاشد مطالبين بتنحي الأسد الذي أرسل والده حافظ الأسد قوات إلى المدينة في عام 1982 لسحق انتفاضة قادها "الإخوان المسلمون"، وأسفر ذلك الهجوم عن سقوط ما يصل إلى 30 ألف قتيل.
وقال ساكن يملك متجرا ذكر أن اسمه كامل، إن قوات الأمن ومسلحين موالين الأسد يعرفون باسم "الشبيحة" أطلقوا النار بشكل عشوائي في ساعة مبكرة من صباح الأحد في حي المشاع بحماة. وأضاف إن الاعتقالات تركزت في المناطق الواقعة حول استاد كرة القدم في منطقة الصابونية.
وأكد رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان انسحاب الدبابات، قائلا إن أي هجوم عسكري على المدينة التي شهدت أدمى الفصول في تاريخ سوريا الحديث قد يحفز السوريين على الخروج إلى الشوارع في شتى أنحاء سوريا بشكل جماعي ويسفر عن عزلة دولية كاملة للنظام.
وأضاف قائلاً إن مئات الآلاف احتجوا سلميا في حماة يوم الجمعة ولا يوجد مبرر لدى السلطات في القول بان حماة مليئة بالجماعات الإرهابية المسلحة. وكان يشير بذلك إلى بيانات للسلطات بأن الهجمات العسكرية على العديد من المدن والبلدات والقرى في الشهرين الأخيرين استهدفت ملاحقة إسلاميين ومسلحين يدعمهم أجانب يرهبون السكان المدنيين.
ونفذت الهجوم الذي وقع على حماة عام 1982 قوات قادها شقيق حافظ الأسد وكان معظمها من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وحذرت تركيا الأسد من تكرار "حماة أخرى" في إشارة إلى مذبحة 1982.
ويحكم الأسد المنتمي للطائفة العلوية التابعة للشيعة سوريا ذات الأغلبية السنية منذ عام 2000، والتظاهرات الحالية تشكل تحديا غير مسبوق لنظام حكمه.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 04/07/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com