15 قتيلاً في جمعة "إسقاط الشرعية" بسوريا


قتلت قوات الأمن السورية بالرصاص 15 محتجا على الأقل أمس الجمعة عندما خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد في جمعة "إسقاط الشرعية"، بحسب ما أفاد  شهود ونشطاء
ونقلت وكالة "رويترز" عن لجان التنسيق المحلية وهي جماعة رئيسية للنشطاء، إن لديها أسماء 14 مدنيا قتلوا في مدينة حمص وبلدة الكسوة جنوبي دمشق وحي برزة في العاصمة، فيما أكدت جماعة حقوقية أن محتجًا آخر قتل بالرصاص في بلدة قصير.
وأنحى التلفزيون الرسمي السوري باللائمة في القتلى الذين سقطوا في القصير على مسلحين تقول السلطات إنهم يقفون وراء العنف في الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة اشهر، وأشارت إلى إصابة أفراد من الأمن.
وقال شاهد عبر الهاتف إن عدة آلاف من المحتجين في ضاحية أربين بدمشق رددوا يوم الجمعة هتافات تقول إن الأسد أصبح بلا شرعية، وسمعت الشعارات عبر الهاتف.

كما شهد حي المهاجرين في دمشق وكذلك حي القدم مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن استخدمت فيها قنابل الغاز.
وخرجت مسيرات في مدينة تلبيسة شمال حمص، ومدن وميادين محافظة دير الزور على الحدود العراقية
وأضاف مقيم في برزة ذكر أن اسمه حسام بالهاتف "الأمن استخدم أولا الغاز المسيل للدموع ثم بدأوا يطلقون النيران من على أسطح المباني حين استمرت الهتافات ضد الأسد، قتل ثلاثة شبان ورأيت جثتين بهما طلقات رصاص في الرأس والصدر".
وردد المحتجون في مدينتي حمص وحماة بوسط سوريا هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، بينما رفع المحتجون في درعا مهد الاحتجاجات لافتات ترفض وعود الأسد في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي ببدء حوار وطني.
وخرج متظاهرون في مدينة القامشلي وعامودة في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، في حين جرت مظاهرات حاشدة في حماة ودير الزور وبعض بلدات محافظة الحسكة بشرق البلاد، من دون حدوث أي مواجهات مع عناصر الأمن الذين غابوا بشكل كامل عن شوارع تلك المدن.
وفي حماة بوسط البلاد، انطلقت مظاهرات حاشدة من عدد من المساجد وخاصة من منطقة السوق والحاضر، والتقت في ساحة العاصي، حيث لوحظ غياب قوات الأمن، ومن دون تسجيل أي أعمال عنف أو شغب.
وهتف المحتجون في درعا بشعارات تحث الناس في دمشق التي شهدت مظاهرات أقل من مراكز الاحتجاج الريفية على أن يحذوا حذوهم. وخرجت احتجاجات كذلك في مدن على الساحل في غربي سوريا وفي المحافظات الشرقية القريبة من العراق.
وجاء ذلك بعد يوم من وصول القوات السورية إلى الحدود الشمالية مع تركيا مما دفع 1500 لاجئ سوري آخرين إلى الفرار عبر الحدود إلى مخيم يقول مسئولون أتراك انه يستوعب الآن أكثر من 11 ألف لاجئ سوري.
وأفاد التلفزيون السوري أن وحدات الجيش تستكمل انتشارها في قرى حدودية، وقال إنه لم تقع خسائر بشرية أثناء العملية وان السكان استقبلوا الجنود بالترحاب المعهود بالأرز والورود.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن عشرات الآلاف تجمعوا في محافظة دمشق تأييدا "لعملية الإصلاح الشاملة" بقيادة الأسد. وتحدثت عن حشود أخرى تأييدا للأسد بمحافظة دير الزور شرقي سوريا. ونشرت صورا لحشود تحمل العلم السوري وصور الأسد.
وتشهد سوريا منذ 15 مارس احتجاجات غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد تقول منظمات حقوقية إن قمع النظام السوري لها أسفر عن مقتل أكثر من 1300 قتيل من المدنيين، واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص، وفرار أكثر من 12 ألفا آخرين إلى تركيا ولبنان.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة توسيع العقوبات على سوريا لتضم أربعة مسئولين سوريين للقائمة ليرتفع إلى 34 عدد الأفراد والكيانات الذين تستهدفهم العقوبات التي تشمل بالفعل الأسد وكبار مسئوليه. كما ضمت أسماء ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني متهمين بمساعدة دمشق في قمع المعارضة.
وقالت الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات تستهدف مسئولين سوريين إن ما يتردد عن تحرك سوريا لمحاصرة واستهداف بلدة خربة الجوز التي تبعد 500 متر فقط عن الحدود مع تركيا يمثل تطورا جديدا مثيرا للقلق.
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه "ما لم تضع القوات السورية على الفور نهاية لهجماتها واستفزازاتها التي لم تعد الآن تؤثر على مواطنيها وحدهم بل وتهدد باحتمال وقوع اشتباكات حدودية فسنشهد تصعيدا للصراع في المنطقة".
وسوريا التي يشكل السنة غالبية سكانها البالغ عددهم 20 مليونا يعيشون إلى جانب أقليات كردية وعلوية ومسيحية عرضة للتوترات الطائفية لاسيما مع اعتماد الأسد المتزايد على قوات من العلويين الموالين له وعناصر مسلحة تعرف باسم الشبيحة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/06/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com