وسعت القوات السورية حملتها الأمنية قرب الحدود مع تركيا، لتشمل مدينة حلب حيث اعتقل العشرات من طلاب جامعة حلب الاثنين، كما اعتقل 12 بينهم إمام مسجد في قرية تل رفعت القريبة، التي تقع في منتصف الطريق بين حلب والحدود التركية عقب احتجاجات.
وجاءت حملة الاعتقالات في حلب ثاني أكبر مدن سوريا بعد أن انتقد الطلاب في الحرم الجامعي خطابا ألقاه الرئيس بشار الأسد، والذي تعهد فيه بإجراء إصلاحات قال محتجون إنها لا تلبي المطالب الشعبية. وكان الخطاب هو الثالث له منذ بدأت انتفاضة شعبية ضد حكمه قبل نحو ثلاثة أشهر.
ونقلت وكالة "رويترز" عن صاحب شركة استيراد من سكان حلب عبر الهاتف: "زادت الحواجز على الطرق في حلب بشكل ملحوظ اليوم لاسيما على الطرق المؤدية إلى الشمال باتجاه تركيا والى الشرق. شاهدت أفرادا من المخابرات العسكرية يعتقلون شقيقين في الثلاثين من العمر لمجرد كونهما من ادلب على ما يبدو".
وكانت قوات الجيش مدعومة بالدبابات انتشرت في قرى ومدن محافظة ادلب شمال غربي سوريا خلال الأيام العشرة الماضية لقمع الاحتجاجات ضد الأسد. وتسببت الحملة العسكرية في تدفق آلاف اللاجئين عبر الحدود إلى تركيا.
وجاء خطاب الرئيس السوري مخيبًا لآمال السوريين الذين انطلقوا إلى الشوارع في شتى أنحاء البلاد عقب الخطاب ليعبروا عن غضبهم، وشهدت مدن مثل حماة ودير الزور احتجاجات ضخمة ليل الاثنين.
وهتف المحتجون منددين بالرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار في مدينة حماة التي شهدت في 1982 هجوما عسكريا لسحق انتفاضة قادتها جماعة "الإخوان المسلمين" أسفر عن مقتل الآلاف خلال حكم حافظ الأسد
وفي كلمته أمس، اعتبر الرئيس السوري في كلمة بجامعة دمشق الاثنين أن ما يجري هو "مؤامرة" ضد سوريا، قال إنها تزيدها "عزة ومناعة"، مؤكدا أن سوريا في "لحظة فاصلة" بعد "أيام صعبة".
وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد.
ويبلغ عدد سكان سوريا نحو 20 مليون نسمة أغلبهم من السنة وكانت الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح السياسي وإنهاء حكم أسرة الأسد الممتد منذ حوالي 41 عاما أشد في المناطق الريفية والبلدات والمدن ذات الأغلبية السنية.