التلوث الاشعاعي يعرقل تعامل اليابان مع الازمة النووية


السبت 18 يونيو 2011
 

 بعد اكثر من ثلاثة اشهر على تعرض محطة فوكوشيما النووية للاضرار جراء الزلزال وامواج المد التي تلته لا يزال المسؤولون اليابانيون يواجهون صعوبة في فهم كيف اوجد تسرب الاشعاع في الحادث "نقاطا ساخنة" للتلوث بعيدة عن موقع الحادث واين تقع تحديدا.

وعدم اليقين نفسه يمثل عامل ضغط.

وقال كيم كيرفوت وهو خبير في المخاطر الصحية للاشعاع بجامعة ميشيجان قام بزيارة اليابان في مايو  "التوتر له اثار صحية خطيرة. الشعب الياباني لم يعد يثق في الصناعة النووية وفي الحكومة. الناس لا يعرفون ما اذا كان طعامهم وارضهم آمنة."

وتشير التقديرات الى ان الاشعاع المتسرب من فوكوشيما يمثل 15 في المئة فقط من الذي تسرب من تشرنوبيل لكن نظام البرمجة المعقد الذي وضعته الحكومة لتوقع مكان حدوث التسرب اثبت انه عديم الفائدة.

وتعهدت وزارة التعليم تحت ضط لتقديم صورة اكثر دقة عن التلوث باكمال مسح مفصل للمناطق المخلاة بحلول اكتوبر

ومنذ الاسبوع قبل الماضي تقدم الحكومات تقارير يومية عن الاشعاع.

وجرى تزويد اكثر من الف مدرسة عامة في فوكوشيما بأجهزة لقياس الاشعاع في اواخر مايو وطلب من المعلمين ان يسجلوا قراءات الاشعاع كل ساعة للمساعدة في رسم خريطة للتلوث.

لكن بعض الخبراء يقولون انه حتى هذه الخطوات الاضافية ليست كافية تماما. وقال تاكومي جوتوه المتخصص في السرطان بمقاطعة ناجويا "نحتاج لنظام جديد واشمل لمراقبة الاشعاع. النظام الموجود الان ليس كافيا."

وتظهر البيانات الواردة حتى الان ان اشد المناطق تلوثا بالاشعاع هي الواقعة شمال غربي فوكوشيما حيث يعتقد الخبراء ان حطاما مشعا حملته الريح في مارس ثم ترسب كثلوج وامطار.

فعلى سبيل المثال قارب مستوى الاشعاع في الارض 24 ميلليسيفرت في العام حتى اوائل يونيو  بمدينة ديت التي تبعد 50 كيلومترا شمال غربي فوكوشيما. وهذا اعلى من المعيار الدولي للمستوى السنوي لتعرض العاملين في المجال النووي للاشعاع.

ولا توجد بيانات تذكر عن مدى تلوث الاماكن المهجورة حاليا والتي اخلتها السلطات في منطقة على مسافة 120 كيلومترا حول محطة فوكوشيما. كما يقول منتقدون ان ثمة حاجة ايضا لزيادة مراقبة الارض ومياه البحر.

ويعقد عدم اكتمال المعلومات استجابة اليابان للكارثة وخططها لعملية تطهير بيئي يتوقع ان تستغرق سنوات وتتكلف عشرات المليارات من الدولارات.

كما توجد ايضا مناخا من اليأس التام في المجتمعات المدمرة بالفعل. وقال شوكوكو كوزومي (63 عاما) الذي يعيش في ايواكي على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي فوكوشيما "لن اصدق مطلقا اي شيء اسمعه بعد ذلك عن الاشعاع.

وقتل اكثر من 24 الف شخص جراء الزلزال وامواج المد. ولا يزال عشرات الالاف في مواقع للايواء بسبب تهديد الاشعاع

لا يزال هياسو ناكامورا غير متقبل لفكرة ان حقله المزروع بشجيرات الشاي الاخضر جنوبي طوكيو تحول الى منطقة خطرة اشعاعيا بسبب ازمة بعيدة جدا عن حقله.

وقال ناكامورا (74 عاما) الذي اضطر مثل زراع الشاي الاخرين في كاناجاوا الى التخلص من محصوله بسبب الاشعاع المتسرب من محطة فوكوشيما داييتشي النووية على بعد 300 كيلومتر "كان الامر اكثر من مجرد صدمة بالنسبة لي. "التخلص مما زرعته بعناية فائقة مثل قتل اولادك."



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 18/06/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com