الأسد يرفض الرد على اتصالات المسئولين الأمريكيين


نسبت تقارير صحفية إلى مصادر غربية قريبة من السفارة الأمريكية بدمشق، إن حالة من الجفاء التام تخيم على العلاقات الأمريكية السورية، وأن الرئيس السوري بشار الأسد يرفض الرد على اتصالات هاتفية من مسئولين أمريكيين، سواء من البيت الأبيض أو من أعضاء ديمقراطيين بالكونجرس.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن الخميس عن المصادر التي لم تسمها، إن المتصلين من واشنطن ومنذ أيام عدة يحاولون الحديث إلى الرئيس السوري لكنهم يسمعون ردًا مفاده، أنه لا يمكن الحديث مع الأسد حاليًا.
وعزت المصادر هذا التصرف إلى امتعاض الرئاسة السورية من شمول العقوبات الأمريكية الأخيرة لاسم الرئيس السوري، لكنها أكدت أن واشنطن ليست في وارد الإقدام على أية خطوة تصعيدية أخرى ضد النظام السوري وأنها غير راغبة في اتخاذ أية إجراءات جديدة ضد دمشق بأي شكل من الأشكال.
وأقرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما منتصف مايو الماضي عقوبات مباشرة على الرئيس السوري و6 من كبار المسئولين السوريين بسبب "دورهم في انتهاك حقوق الإنسان خلال قمع المظاهرات المعارضة للنظام السوري".
واعتبر مسئولون أمريكيون أن القرار يمثل "جهدا لزيادة الضغط على الحكومة السورية كي توقف العنف ضد شعبها وتبدأ الانتقال إلى نظام ديمقراطي"، كما دعت واشنطن الأسد "لقيادة الانتقال السياسي أو الرحيل". وتشمل العقوبات تجميد أرصدة ومعاقبة كل أمريكي يتعامل معهم.
وشملت تلك العقوبات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ورئيس الحكومة عادل سفر ووزير الدفاع علي حبيب، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية ووزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار.
وسبق للأسد عدم الرد على اتصالات هاتفية وردته من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعد أن انتقد بشدة القمع الدموي للتظاهرات المناهضة للنظام في سوريا.
وصرح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة الجمعة الماضية، أن كي مون كان يحاول طوال الأسبوع التحدث مع الأسد، لكنه لم يتمكن من الوصول إليه.
وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد.
ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة ثلاث محادثات هاتفية عاصفة مع الأسد منذ ا. والشهر الماضي صرح الأمين العام للمنظمة الدولية، أن الأسد قال له "لماذا تستمر بالاتصال بي؟". وفي أحد الاتصالات الهاتفية وعد الأسد بالسماح لمحققي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالدخول إلى سوريا، لكنه لم يف بوعده ذلك أن فريق التحقيق منع من دخول الأراضي السورية.
واستجاب الرئيس السوري في البداية للاحتجاجات بتقديم وعود بإجراء إصلاحات، ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها. وفي أبريل الماضي ألغى حالة الطوارئ المطبقة منذ 48 عامًا، لكنه شن حملة قمع في المناطق التي شهدت تظاهرات ضد النظام ولا تزال الحملة العسكرية آخذة في الاتساع.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/06/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com