محلل إسرائيلي : الأسد وإسرائيل يذبحون العرب


قال المحلل السياسي الإسرائيلي جدعون ليفي إنه عندما يقتل نظام بشار الأسد عشرات المتظاهرين من أبناء شعبه يوميا ، تثور ثائرة الناس عندنا ويصفون ما يرتكبه الأسد من قتل أبناء شعبه بـ"المذبحة " ، أما عندما يقتل الجيش الإسرائيلي 23 متظاهرا سوريا عزّل لا يحملون أسلحة في يوم واحد ، فيتفاخرون عندنا بــ"بضبط النفس" الذي مارسه الجيش الإسرائيلي.

وأضاف ليفي أن الأمر يتشابه بين المتظاهرين في حماه وفي الجولان من استخدامهم الاحتجاجات السلمية من أجل تحقيق الأهداف التي يسعون إليها ، بمعنى رفض الوضع القائم وتغييره ،مشيرا إلى أن الأمر كذلك يتشابه في ردة الفعل من القوات الأمنية من كلا الطرفين السوري والإسرائيلي في مواجهة المتظاهرين باستخدام الرصاص الحي ضدهم .

وأشار ليفي أن المسئولين في إسرائيل يسارعون ليوضحوا أن الجيش الإسرائيلي بذل قصارى جهده من أجل عدم وقوع حوادث قتل، مستدركا نعم عدد القتلى برصاص الأمن السوري أكبر بكثير من عدد القتلى برصاص الأمن الإسرائيلي ، إلا أن الأسلوب واحد وهو إطلاق النار على المواطنين العزل .

ولفت ليفي إلى أن إسرائيل أقامت بجانب السياج الحدودي في الجولان جدارا افتراضيا جديدا أكثير تحصينا من الجدار المادي من أجل الدفاع عن نفسها ضد المتظاهرين على الحدود وهو نوع من جدار صنعناه لأنفسنا من خلال عالم الأمن الخاص بنا وه عالم يقوم على الأمنيات والكذب على النفس والتضليل والخداع.

وتابع ليفي إننا نعتبر المتظاهرين في حماه مناضلين من أجل الحرية ، أما المتظاهرون في الجولان فهم في نظرنا ، مأجورون ومشاغبون وإرهابيون ونعتبر اجتياز الحدود في الجولان خطرا على السيادة الإسرائيلية على الرغم من عدم وجود دولة في العالم تعترف بهذه السيادة على الجولان .

وأضاف ليفي إننا نقول لأنفسنا إن الأسد يحرض الشباب الفلسطيني من أجل تحويل الانتباه عما يجري داخل بلده ، إلا أن الحقيقة أننا أيضا لا نريد أن نوجه انتباهنا إلى أهداف هؤلاء الشباب ، كما أننا لا نريد أن نصغى إليهم ، متسائلا هل توقف أحدنا مثلا أمام قصة الشاب الفلسطيني السوري الذي تسلل عبر الحدود في الجولان في ذكرى النكبة إلى يافا من أجل زيارة منزل أجداده؟،لافتا أنه ربما علينا أن نذكر القارئ الإسرائيلي بأن هؤلاء المتظاهرون هم أولاد اللاجئين الذين طرودوا وفروا من إسرائيل عام 48 ولم يسمح لهم بالعودة .

ويواصل ليفي بأن هناك جزءا آخر منهم طرد من الجولان سنة 1967 بمبادرة إسرائيلية ،لذلك علينا ألا ننسى أنهم أبناء الجيل الثالث من اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات في ظل أوضاع غير إنسانية ، ربما يكون ذلك بسبب النظام السوري ، إلا أن إسرائيل تتحمل المسئولية أيضا عن مصيرهم .

ويختتم ليفي مقاله بأنه يجب علينا أن نقول إن نضال المتظاهرين في الجولان مشروع تماما مثل نضال إخوانهم ضد النظام السوري ، فالكل يسعى إلى حياة حرة وكريمة .لا سيما في العالم العربي الجديد الآخذ في التبلور أمام أعيننا ، وعلينا أن نصغى إلى مطالب هؤلاء خاصة إذا ظل نضالهم سلميا ، ويجب ألا ندفن رؤوسنا في التراب ونبني الجدار تلو الجدار. 

 



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/06/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com