هزت انفجارات قوية العاصمة الليبية طرابلس في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، في أعنف موجة من القصف منذ أن بدأ حلف شمال الأطلسي ضرباته الجوية في مارس.
واستمرت الهجمات ليل الثلاثاء وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء وقامت خلالها طائرات حربية بضرب المدينة بضع مرات في الساعة.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن انفجارات قوية دوت ليل الثلاثاء في قطاع باب العزيزية حيث مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في وسط مدينة طرابلس والذي استهدف أمس بعشرات الغارات. ودوى انفجاران قويان في قطاع باب العزيزية عند الساعة 1,45 (23,45 الثلاثاء). وفي وقت لاحق اهتزت المدينة تحت دوي انفجارات أخرى أكثر قوة
ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله "العدو الاستعماري الصليبي يقصف مناطق بشارع الجمهورية وباب العزيزية مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية".
وتتعرض العاصمة الليبية لهجمات متصاعدة من طائرات حلف شمال الأطلسي في الأيام الأخيرة تقع كل بضع ساعات. والثلاثاء شنت سلسلة غارات على أهداف من بينها باب العزيزية المقر الخاص للزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم النظام الليبي في تصريحات للصحفيين، إن 31 شخصا قتلوا في 60 ضربة جوية على أهداف في طرابلس الثلاثاء، بحسب وكالة "رويترز" لكنه لم يمكن التأكد من روايته من مصدر مستقل.
وتبنى مجلس الأمن الدولي تبنى في 17 مارس قرارًا يقضي بفرض حظر للطيران في الأجواء الليبية، وفي أواخر الشهر نفسه نقلت قيادة العملية المكلفة بفرض الحظر من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي.
ويقول حلف الأطلسي إن تلك الغارات تستهدف أهدافًا عسكرية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، لكن النظام الليبي يؤكد أنها تسقط ضحايا مدنيين، ويقول إن أكثر من 700 مدني قتلوا بينما أصيب أكثر من 4000 في تلك الغارات.
وتصف حكومة القذافي الغارات الجوية بأنها عدوان استعماري يهدف إلى السيطرة على موارد ليبيا النفطية، بينما يقول زعماء حلف الأطلسي إن الغارات تستهدف أهدافًا عسكرية بليبيا لحماية المدنيين ولن يتوقفوا إلى أن يتنحى القذافي.
لكن القذافي تحدى تلك الدعوات وقال في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي الثلاثاء، هو الأول مرة منذ عدة أسابيع: "لن نخضع أبدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح (..) ستثور بنغازي ودرنة وطبرق والبيضا والجبل الأخضر سيكون هناك فدائي تحت كل شجرة في الجبل الأخضر، إلى الأمام بالزحوف المليوني شرقا وغربا".
وأضاف "أتكلم والقصف بجانبي لكن روحي بيد الله لا أفكر في الموت أو الحياة بل القيام بالواجب"، على حد قوله.