دعوة السوريين للتظاهر في "جمعة أطفال الحرية"


دعت "الثورة السورية"، السوريين إلى التظاهر غدًا في "جمعة أطفال الحرية"، في إشارة إلى الأطفال ضحايا العنف والقتل في سوريا، والذين وصل عدد القتلى منهم إلى أكثر من 50 طفلاً وفق منظمات حقوقية سورية، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في مارس الماضي.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان إن العنف الذي يمارسه النظام والأجهزة الأمنية في سورية أودى بحياة 50 طفلاً على الأقل وجرح عدد لا يحصى منهم، وأشارت إلى "استخدام مفرط للقوة والعنف ضدهم"، وفق ما أوردت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.
وكان اعتقال مجموعة من الأطفال من محافظة درعا الجنوبية من قبل الأجهزة الأمنية وتعذيبهم هو الشرارة التي أدت إلى انطلاق التظاهرات والاحتجاجات في أنحاء سوريا منذ 18 مارس، بعد أن قام مجموعة منهم بالكتابة على بعض الجدران عبارة ضد النظام محاكاة لما كانوا يروه في الثورة التونسية والمصرية والليبية.
وسلط الضوء أخيرًا على تعذيب أفضى إلى قتل الطفل حمزة الخطيب (13 عامًا) الذي اعتقل قرب درعا خلال مشاركته أبناء قريته بمسيرة لفك الحصار عن درعا، وسلم لاحقاً إلى عائلته جثة هامدة غطتها آثار التعذيب البشع.
وانتشرت مقاطع فيديو تعرضه لتعذيب بشع وآثار لإطلاق رصاص في أنحاء من جسده، ونفت السلطات السورية أن يكون قد عذب وقالت إنه قُتل في مظاهرة أطلقت فيها مجموعات مسلحة النار على حراس مساكن عسكرية.
وذكرت المنظمة الوطنية بعض أسماء الأطفال ضحايا العنف والقتل، ومنهم (أحمد رضوان، 15 سنة، بانياس)، (الطفلة مجد إبراهيم الرفاعي، 7 سنوات، درعا)، (رهف بطيخ، 14 سنة، اللاذقية) (تمام حمزة الصيداوي، 5 سنوات، حمص)، (مؤمن مسالمة، 14 سنة، درعا) وغيرهم.
وتحدثت عن "ارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل ضد الأطفال"، وأعربت عن "القلق من التأثير السلبي المتصاعد للعنف الذي يؤثر على سلوكهم وتحصيلهم الدراسي أيضاً"، وأنه "في ظل الانتفاضة في سورية، يكافح الأطفال من أجل التعايش مع العنف" على حد قولها
وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا واعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد.
واستجاب الرئيس السوري في البداية للاحتجاجات بتقديم وعود بإجراء إصلاحات، ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها. وفي أبريل الماضي ألغى حالة الطوارئ المطبقة منذ 48 عامًا.
لكنه أيضًا أرسل الجيش لسحق المعارضة في درعا التي انطلقت منها شرارة المظاهرات للمرة الأولى في 18 مارس ثم إلى مدن أخرى موضحا أنه لن يجازف بفقد السيطرة المحكمة التي تتمتع بها عائلته العلوية على سوريا منذ 41 عامًا.
ومن الملاحظ أن هتافات المتظاهرين في بدء التظاهرات قبل أكثر من شهرين كانت تركز على الحرية والكرامة والحقوق السياسية، ونتيجة استخدام العنف وارتفاع عدد القتلى بين المدنيين، باتت معظم التظاهرات في أنحاء سورية تطالب بإسقاط النظام.
ودرج المتظاهرون والناشطون السوريون على تسمية كل يوم جمعة باسم مختلف يتناسب مع المرحلة التي تمر بها سورية في ذلك الأسبوع، ومنها جمعة الحرية، الغضب، التحدي، الصمود، الكرامة وجمعة الحرائر آزادي وغيرها.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 02/06/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com