مصر.."الأمن الوطني" على خطى "أمن الدولة" المنحل!


: فى أول ظهور له منذ ثورة 25 يناير عاد جهاز "أمن الدولة" سيئ السمعة من جديد ليتابع عمل منظمات المجتمع المدنى وفعالياته، حيث شهدت ندوة "التيار السلفى ومستقبل التحول الديمقراطي" أول ظهور لما يعرف "جهاز الأمن الوطنى"، الذى حضر اثنان من ممثليه قبل بدء الندوة، والتقيا بالقائمين عليها، وطلبا أوراق عمل الورشة، وسألا عما ستشهده من فعاليات وعن المتحدثين، وبالفعل حصلا على نسخة من أوراق العمل وجدول الأعمال.
وأكد القائمون على الندوة أننا نقبل المتابعة، ولكن نرفض التدخل فى عملنا، أو العودة إلى النظام القديم، والتدخل المباشر فى عمل منظمات المجتمع المدنى.
ونظم الندوة مركز موارد للتنمية بالتعاون مع مركز الرؤى للدراسات والأبحاث.

يذكر أن جهاز الأمن الوطني قد أنشئ بعد ثورة 25 يناير ليكون بديلا لجهاز أمن الدولة المنحل، ويرأسه العميد أشرف  إبراهيم خلفا للواء محسن الفحام الذى تولي نائب مدير أمن الموانئ.

وعرف جهاز مباحث أمن الدولة المنحل بسمعته السيئة لدى عموم الشعب المصري، تلك السمعة التي اكتسبها بسبب ممارسات وحشية وعمليات تعذيب قاسية وسلطات واسعة مكنته من التحكم في جميع مقدرات البلد والتدخل في خصوصيات المواطنين دون أي مساءلة من أي جهة تحت غطاء من قانون الطوارئ.
ويرى مراقبون أن ممارسات ذلك الجهاز كانت أحد الأسباب القوية في تفجر انتفاضة الشباب التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك من الحكم الشهر الماضي. وكان حل الجهاز سيئ السمعة أحد المطالب الرئيسية للثورة المصرية.

وعقب تدشين جهاز الأمن الوطني ليكون بديلا عن جهاز أمن الدولة المنحل، أبدى مراقبون ومتابعون للشأن المصري مخاوفهم من أن يكون هذا التعديل مجرد تعديل شكلي فقط لامتصاص غضب الشعب المصري، كما أشارت إلى ذلك إحدى الوثائق المسربة من الجهاز سيئ السمعة.
وتقترح هذه الوثيقة، المحررة للعرض على رئيس جهاز أمن الدولة، الإعلان عن حل جهاز أمن الدولة بشكل صوري وإعلامي، والإعلان بأن ذلك في إطار تغييره والسعي نحو امتصاص الدعاوي الإثارية والمناهضة في هذا الشأن.
وجاء في هذه الوثيقة أيضا اقتراح بتغيير اسم جهاز أمن الدولة إلى جهاز الأمن الداخلي أو جهاز المعلومات الأمنية أو جهاز الأمن الوطني، أو اسم آخر حسبما جاء في الوثيقة.
وجاءت تلك الاقتراحات، بحسب الوثيقة، لاستيعاب ما أسمته المطالب الإثارية المطروحة عبر أبواق الدعاية الإعلامية المناهضة أو ذات الأغراض، والتي توظف معالجتها لطرح مطالب المتظاهرين سعياً وراء تحقيق نسب مشاهدة عالية لخدمة مصالحها الخاصة.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 29/05/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com