قالت المعلقة سيما كدمون معلقة الشئون الحزبية في مقالا لها بصحيفة يديعوت أحرونوت إن رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يقل شيئا مفاجئا في خطابه الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي الثلاثاء الماضي ، مضيفة أنه لم يغير الاتجاه الذي يسير فيه ، كما أنه لم يطرح مبادرة سياسية جديدة ،مشيرة إلى أن من يتوقع من نتنياهو أن يقول نعم خلطة أوباما هو أشبه بمن يتوقع منه أن يتخلى عن حمضه النووي أو من يتوقع منه أن يموت ، أو يولد من جديد.
واكدت كدمون أنه بناء على ذلك لن تستأنف أي مفاوضات مع الفلسطينيين عقب هذا الخطاب ، ولن يكون هناك أي سلام .
وترى كدمون أن كلام نتنياهو على إقامة الدولة الفلسطينية يعتبر خطوة كبيرة جدا بالنسبة لشخص مثله وهو رئيس معسكر اليمين والزعيم الأيديولوجي لحزب الليكود، بالإضافة إلى كلامه على إمكان الإبقاء على المستوطنات في الضفة الغربية والتي ستعتبر خارج نطاق الحدود الإسرائيلية ، إلا أن هذه الأمور كلها ستحدث فقط في حال إقدام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تمزيق اتفاق المصالحة مع حركة حماس ، وفي حال إقدام الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ، وعلى التنازل عن القدس ، والموافقة على إقامة دولة مستقلة منزوعة السلاح ، وعلى وجودقوات عسكرية إسرائيلية في نهر الأردن .
وتتابع كدمون لقد ظهر نتنياهو وهو يلقي خطابه السياسي في الكونجرس الأمريكي في أفضل حالاته، إلا أنه بدا حذرا للغاية بسبب إدراكه أن هناك فجوة كبيرة بين الاستقبال الحار الذي حظي به في الكونجرس وبين الفتور الذي استقبل به في البيت الأبيض.
وتشير كدمون إلى أنه في الوقت ذاته ارتفعت شعبية نتنياهو حسب استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأيام القليلة الماضية خاصة بين صفوف الجمهور الإسرائيلي بالرغم من احتمال عدم استئناف المفاوضات بالإضافة إلى اقتراب شهر سبتمبر المقبل، ومع ما ينطوي عليه من خطر الاعتراف الدولي الجارف بدولة فلسطينية تقام ضمن حدود 1967 .
وتختتم كدمون مقالها قائلة " لا شك أن رئيس الحكومة سيعود من زيارته لواشنطن إلى ائتلاف حكومي أكثر تماسكا يضمن بقائه في السلطة أشهرا كثيرة وستجد المعارضة صعوبة في مهاجمته ، فضلا عن أننا لم نسمع خلال اليومين الأخيرين عن أي بديل سياسي أو قيادي من جانب حزب كاديما بعد هذا كله فإن السؤال المطروح : إلى أين نمضي؟.