أكد الرئيس الصربي بوريس تاديش، إلقاء القبض على الجنرال راتكو ملاديتش قائد صرب البوسنة سابقًا، والمتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بعد أن ظل لسنوات هاربًا من العدالة، بمساعدة من الحكومة الصربية.
وقال تاديش في مؤتمر صحفي "يمكنني بالنيابة عن جمهورية صربيا أن أعلن إلقاء القبض على راتكو ملاديتش. وعملية التسليم جارية"، بحسب وكالة "رويترز".
وكان مسئول بوزارة الداخلية الصربية أعلن في وقت سابق أن الشرطة ألقت القبض على رجل يشتبه في انه راتكو ملاديتش. وأضاف المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه "يحمل بعض ملامح ملاديتش. ونحن نحلل الآن حمضه النووي (دي.ان.ايه)"، وأشار إلى أن توقيفه في صربيا جاء بناء على معلومات من مجهول.
ويعد ملاديتش المتهم بارتكاب عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة والهرسك 1992/1995 من أبرز المطلوبين لمحكمة لاهاي. وأدين عام 1995 بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها 8000 مسلم وحصار سراييفو لمدة 43 شهرا.
وظل ملاديتش طوال تلك السنوات هاربًا من العدالة، وكان لفترة طويلة يحظى بحماية من الحكومة الصربية، وفق ما أفاد قائد الاستخبارات العسكرية الصربية في عام 2006 أمام المجلس الأعلى للدفاع في عام 2006، بأن الجيش وفر الحماية للجنرال ملاديتش، منذ 1997 وحتى منتصف عام 2002.
وبعد ذلك تولى جنرالات سابقون ومدنيون مهمة حماية ملاديتش خارج الثكنات العسكرية، بعد صدور قرار جلب بحقه من قبل الأمن الصربي في ذلك الحين. لكن نتيجة ضغوط أمريكية على صربيا والجبل الأسود لاعتقال وتسليم قائد قوات صرب البوسنة سابقًا أطلقت حملة لملاحقته.
وفي صيف 2007، أوقفت الشرطة الصربية والبوسنية الجنرال زدرافكو توليمير، أحد المتهمين الرئيسيين في مجزرة سربرنيتشا، والمشتبه في أنه مسئول الشبكة التي ساعدت ملاديتش على الهروب من العدالة. وكان القبض على ملاديتش أحد شروط انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي.