حث منظمو الاحتجاجات في سوريا الجيش السوري إلى الانضمام لثورة الشعب "السلمية" الجمعة التي أطلقوا عليها اسم "جمعة حماة الديار"، في استمرار للاحتجاجات الأسبوعية المتواصلة منذ منتصف مارس للمطالبة بالحرية.
وطلب النشطاء المعارضون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من المتظاهرين بث رسالة يدعون فيها إلى انضمام الجيش "يدا بيد لنضم حماة الديار لثورتنا السلمية المباركة".
ونشر المنظمون على صفحتهم صورة البطل القومي يوسف العظمة هو وزير الحربية السوري الذي توفي في معركة اليرموك عام 1920 أثناء مواجهته الجيش الفرنسي بقيادة جوابيه جورو الذي جاء لاحتلال سوريا.
وكُتب على صورة العظمة "جمعة حماة الديار 27 مايو يوسف العظمة يناديكم"، كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب، كتب تحتها "الجيش والشعب يدا واحدة ..يدا بيد نصنع الغد...كرامة وانتصار"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأدت حملة القمع التي شنتها قوات الأمن والجيش في سوريا حتى الآن إلى مقتل أكثر من 850 شخصًا، فضلاً عن اعتقال تسعة آلاف شخص، بحسب منظمات غير حكومية والأمم المتحدة، مما دفع بأوروبا وكندا والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد.
ومثلت الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد تحديًا غير مسبوق بعد نحو ثلاثة عقود مما وصفت بالمجزرة التي ارتكبها نظام والده الرئيس الراحل حافظ الأسد في حماة حيث قتل الآلاف في أكبر حملة قمع ضد جماعة "الإخوان المسلمين".
واستجاب الرئيس السوري في البداية للاحتجاجات بتقديم وعود بإجراء إصلاحات، ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها وفي أبريل الماضي ألغى حالة الطواريء المطبقة منذ 48 عامًا.
لكنه أيضا أرسل الجيش لسحق المعارضة في درعا التي انطلقت منها شرارة المظاهرات للمرة الاولى في 18 مارس ثم إلى مدن أخرى موضحا أنه لن يجازف بفقد السيطرة المحكمة التي تتمتع بها عائلته العلوية على سوريا منذ 41 عامًا. وتتحدث تقارير عن تمرد لبعض جنود الجيش في تنفيذ أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين.